Wednesday, 10 December 2025

 وثيقة قديمة من أرشيف المخابرات العسكرية السورية حول «سيمون كرم»

السفير السوري في واشنطن «وليد المعلم» اشتبك مع نظيره اللبناني بعد اكتشافه أنه يجتمع سراً مع السفير الإسرائيلي  «زلمان شوفال» والملحق العسكري بموافقة... «غازي كنعان»!

«سيمون كرم» لـ «المعلم»: «عبد الحليم خدام» وأولاده أقاموا علاقات مع «أنطوان لحد» من خلال ابن أخته «مخايل نصار» الذي يستقبلونه في منزلهم بقلب دمشق!

«سيمون كرم» سلّم الإسرائيليين وثيقة سورية تكشف أن «الأسد» أمر بتضييق الخناق على «حزب الله» ومنعه من نقل سلاح و ومقاتلين إلى الجنوب اللبناني إلى بمعرفة و موافقة المخابرات السورية

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 في لبنان الآن «معركة» بين «حلف التطبيع مع إسرائيل»، بقيادة زلمة واشنطن والسعودية، الرئيس «جوزيف عون»، ورئيس حكومته «نواف سلام» من جهة، و«حزب الله» وحلفائه من جهة أخرى، على خلفية إقدام الرئيس «عون» على تعيين السفير الأسبق «سيمون كرم»، بناء على طلب واشنطن وإسرائيل، عضواً سياسياً في فريق «الميكانيزم» (لبنان والدول الضامنة لقرار وقف إطلاق النار في الجنوب).  

في مخطوطة كتاب «دمشق الصهيونية 1920- 2020، الاختراقات الصهيونية والإسرائيلية للدولة السورية خلال مئة عام»، الذي اشتغل عليه «نزار» حوالي ربع قرن، ما بين تحرير وتجميع وثائق، توجد وثيقتان صادرتان عن رئيس المخابرات العسكرية السورية علي دوبا إلى حافظ الأسد، حول السفير اللبناني الأسبق في واشنطن سيمون كرم. الوثيقة الأولى ( تحمل تاريخ 2 / 6 / 1992) تتعلق باعتراض سوريا على تعيينه سفيراً في واشنطن بسبب علاقته مع العميل أنطوان لحد؛ والثانية تحمل تاريخ 30 / 9 / 1992 ، أي بعد أن قدم أوراق اعتماده للرئيس «جورج بوش» وأصبح سفيراً معتمداً بشكل رسمي. والمقتطفات أدناه، المأخوذة من المخطوطة،تخص الوثيقة الثانية فقط ، المنشورة جانباً بإذن صاحبها، كونها الأكثر أهمية، نظراً لأنها تتحدث عن لقاءات السفير اللبناني مع السفير الإسرائيلي زلمان شوفال זלמן שובל والملحق العسكري في السفارة الأسرائيلية غيورا روم وتسليمهما وثيقة أمنية سورية رسمية تتعلق بقرار الأسد  تضييق الخناق على «حزب الله».

 من أجل تصفح واضح للصور والروابط ، يرجى النقر عليها.

(فيكتوريا)

ـــــــــــــــــــــــــــــ

.... وتكشف مذكرة رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية ، اللواء علي دوبا، إلى حافظ الأسد بتاريخ 30 / 9 / 1992 عن أن النظام لم يكن «كتلة واحدة» حتى بشأن إسرائيل والعلاقة معها. كما ونكتشف أن علي دوبا لم تكن له سلطة حقيقية على غازي كنعان، رئيس فرع الأمن والاستطلاع في لبنان، رغم أنه كان تابعاً له إدارياً. فقد كانت علاقة هذا الأخير مع حافظ الأسد مباشرة ويأخذ أوامره منه بشأن المسائل السياسية اللبنانية، وليس من رئيسه علي دوبا! ففي المذكرة المشار إليها، ويبدو أنها جاءت بناء على طلب حافظ الأسد منه بالتحقيق في قضية «المشاجرة» التي حصلت بين السفير السوري في واشنطن آنذاك، وليد المعلم، و نظيره اللبناني سيمون كرم ، أن سبب الخلاف بين السفيرين اكتشافه أن سيمون كرم التقى سراً مع السفير الإسرائيلي  زلمان شوفال ، بمشاركة الملحق العسكري غيورا روم في «فندق هيلتون» بواشنطن، القريب من السفارة اللبنانية.


وتقول المذكرة ما خلاصته :

1ـ بعد أيام قليلة من وصول السفير سيمون كرم إلى واشنطن باشر اتصالاته مع السفارة الإسرائيلية لطلب موعد مع سفير دولة العدو زلمان شوفال זלמן שובל، إلا أن مكتب السفير رفض حصول لقاء قبل أن يقدم كرم أوراق اعتماده للرئيس جورج بوش  . وبعد تقديم أوراقه في 8 من الشهر نفسه ، تلقى اتصالاً من مكتب السفير الإسرائيلي وجرى الاتفاق على اللقاء يوم الأحد المصادف 20 سبتمبر 1992 في «فندق هيلتون» . و في اليوم المذكور حصل اللقاء في الفندق المذكور ، القريب من السفارة اللبنانية ، بحضور الملحق العسكري الإسرائيلي الجنرال غيورا روم  . وقد استمر اللقاء حوالى ساعتين.


.

2 ـ حصلت شعبة المخابرات على معلومات من  السفارة اللبنانية في واشنطن ومكتب وزير الخارجية اللبناني نصري معلوف تؤكد أن الاجتماع بين سيمون كرم والمسؤولين الإسرائيليين تناول إمكانية أن تنسحب قوات الاحتلال من بلدة «جزين» وما حولها وتسليمها لميليشيات العميل أنطوان لحد، لأن حصول الانسحاب «سيدعم موقف التيار المعتدل في لبنان ضد الهيمنة السورية وحزب الله ». وادعى كرم خلال الاجتماع أنه أبلغ مسبقاً كلاً من رئيس فرع الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية في لبنان غازي كنعان  والرئيس اللبناني الياس الهراوي ورئيس مجلس النواب حسين الحسيني ورئيس الحكومة اللبنانية رشيد الصلح  و البطريرك صفير باتصالاته مع السفارة الإسرائيلية، وحصل على تشجيعهم . كما ادعى بأن أحد أسباب استقالة وزير الخارجية السابق فارس بويز قبل أسبوعين من ذلك التاريخ هو خلافه مع رئيس الحكومه ومع عمه رئيس الجمهورية لأنهم فتحوا قنوات اتصال مع إسرائيل من خلال قنوات جانبية مختلفة ومن وراء ظهره ودون علمه.


3 - أبلغ  سيمون كرم المسؤولين الإسرائيليين بأن الرئيس حافظ الأسد أصدر أمراً لقواته في لبنان بالتضييق على «حزب الله» ومنعه من نقل أسلحة ومقاتلين إلى جنوب طريق دمشق - بيروت منذ العام 1987 إلا بمعرفة وموافقة أمنية سورية مسبقة. وادعى أن سوريا اتخذت القرار بناء على طلب واشنطن والسعودية، ولأنها لا تريد أن يقوى «الحزب» على حساب «حركة أمل » ورئيسها نبيه بري ، و بسبب خلافات سورية - إيرانية .  وخلال اللقاء قام سيمون كرم بتسليم صورة من قرار الأسد  المشار إليه إلى الإسرائيليين ادعى أنه حصل عليه من العميد غازي كنعان!(صورة من القرار المذكورمنشورة في ملحق الوثائق) [ منشور جانباً بإذن من نزار، نقلاً عن «ملحق الوثائق» في المخطوطة. ملاحظة مني أنا فيكتوريا].


4 ـ خلال اللقاء تحدث الملحق العسكري الإسرائيلي، الجنرال غيورا روم، عن ظروف أسره في مصر بعد إسقاط طائرته في العام 1969، خلال حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، وادعى أنه « تعرض للتعذيب في سجن المخابرات العامة». لكنه اعترف بأنه«حصل على رعاية طبية [مصرية] كاملة وأجريت له عمليات جراحية ناجحة في ساقة التي كسرت خلال هبوطه بالمظلة». وعندها علق السفير اللبناني سيمون كرم بالقول «كنت محظوظاً يا جنرال بأن عبد الناصر لم يأكلها مع الملوخية بدل لحم الأرانب»!


5 ـ علم وليد المعلم بأمر اللقاء المذكور بين السفير كرم والأسرائيليين من أحد أصدقائه في السفارة اللبنانية، فبادر إلى طلب الاجتماع مع السفير. وخلال الاجتماع احتد النقاش بينهما حين أكد السفير المعلم أن اللقاءات مع العدو  «تناقض معاهدة الأخوة» بين لبنان وسوريا،وتعتبر«طعنة لسورية». وحينها رد عليه السفير اللبناني بالقول «نائب رئيسكم/عبد الحليم خدام/ و رئيس مخابراتكم عندنا /غازي كنعان / على علم بالأمر. و / خدام / نفسه هو وأولاده على علاقة مباشرة مع الدكتور / مخايل نصار / ابن أخت الجنرال/ أنطوان لحد / ويستقبله في منزله مع صاحبه إيلي حبيقة في منزله بدمشق. وعندها رد عليه السفير المعلم بالقول«الموضوع ليس من صلاحيات العميد كنعان، وهو غير مخول برسم سياسة سورية الخارجية فيما يتعلق بهكذا أمور استراتيجية حساسة». فرد عليه السفير اللبناني «العميد كنعان  يمثل الرئيس الأسد في لبنان، ولا يتصل إلا به أو بنائبه / عبد الحليم خدام / في أي أمر يتعلق بلبنان. حتى رئيسه المباشر / علي دوبا / لا يمون عليه في أي أمر يتعلق بلبنان. ولولا حصوله على ضوء أخضر من الرئيس الأسد / بخصوص لقائي بالإسرائيليين، لكان على الأقل طلب مني أن أمتنع عن لقائهم». وعندها غادر السفير المعلم ومن معه الاجتماع.


 ويتضح من المذكرة أن اللقاء بين المعلم ونظيره اللبناني جرى تسجيله سراً من قبل المعلم أو من كان معه، بدليل أن المذكرة تتضمن إشارة تقول ( مرفق تسجيل صوتي للاجتماع بينهما).

  وفي النهاية يعرض علي دوبا «رأي الشعبة» على الأسد ويقول «ترى (الشعبة) أن استمرار السفير سيمون كرم في منصبه كسفير للبنان في عاصمة مثل واشنطن، خصوصاً في هذه الفترة، واستمرار تواصله مع العدو الإسرائيلي بغطاء من جهات رسمية لبنانية و من رئيس فرع الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية [غازي كنعان]، وعدم تنسيقه مع سفيرنا في واشنطن، ستكون له آثار سلبية بالغة على الموقف السوري في المفاوضات غيرالمباشرة [مع إسرائيل]، خصوصاً في عهد حكومة اسحاق رابين، الجديدة،لأن من مصلحة العدو فضل المسارين السوري واللبناني (...) مع استمرار خسائره» الناجمة عن عمليات المقاومة. ولهذا يقترح على الأسد أن يتواصل مع الرئيس اللبناني فور تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة  من أجل استبداله بسفير آخر يكون أكثر تعاوناً مع سفيرنا فيما يتعلق بملف المفاوضات وتلازم المسارين ، اللبناني والسوري، في المفاوضات مع إسرائيل.

  ليس معلوماً المدى الذي ذهب إليه الأسد في الأخذ باقتراح علي دوبا؛ لكن من المعلوم أن سيمون كرم قدم استقالته ( أو أقيل) بعد حوالي عام على ذلك!؟........

  أما المليونير ميخائيل نصار الوارد اسمه في الوثيقة باعتباره صديقاً وشريكاً لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وأبنائه ولـ إيلي حبيقة، فقد قتل بعد عشر سنوات على تلك الأحداث مع زوجته نويل نصار بإطلاق النار عليهما في مدينة سان باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل،وفق تقرير لصحيفة لوس أنجلس تايمز  الأميركية بتاريخ 10 مارس 2002، دون أن تشير إلى أسباب ذلك أو إلى الجهة الفاعلة وما إذا كانت على خلفية سياسية أو مافيوزية. لكنها أشارت إلى علاقته مع إيلي حبيقة الذي قتل قبله بأقل من شهرين في بيروت بواسطة سيارة مفخخة اتُهم جهاز الموساد بتفخيخها بعد أن أعلن أنه سيكون شاهداً ضد آرييل شارون أمام القضاء البلجيكي بشأن مسؤوليته عن مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا في سبتمبر 1982.

No comments:

Post a Comment

Note: only a member of this blog may post a comment.