«إنزال مصياف» الإسرائيلي الذي حصل أول من أمس... سيغير خريطة الشرق الأوسط «إلى الأبد»!
الروس كانوا على علم يتفاصيل العملية وأطفؤوا راداراتهم البحرية والجوية في طرطوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارة:
في مثل هذا اليوم تقريباً من العام الماضي( تحديداً 10 أيلول 2024)، وبالعنوان أعلاه، نشر «نزار»هذه المقالة «النبوئية»على صفحته الفيسبوكية التي جرى إغلاقها الشهر الماضي. لكنه وضعها «أوف لاين» مع عشرات المواد الأخرى التي كتبها في المشفى (بعضها شخصي وبعضها عام). ومن حسن الحظ عثرت على صورة «فيسبوكية» محفوظة في أرشيفنا، أعيد نشرها أدناه .
(فيكتوريا العُزَيْزي)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ حصول العملية العسكرية الإسرائيلية الكبرى قرب مصياف قبل أقل من يومين (ليلة 8 / 9 أيلول – سبتمبر الجاري) لا يزال النظام وأدواته الإعلامية وأبواقه يكابرون في الاعتراف بحقيقة ما حصل. إلا أن أحد المصادر الخاصة في قاعدة «حميمم» من الأصدقاء الروس (السوفييت القدامى) كشف حقيقة ما جرى .
طبقاً للمصدر، فإن ما حصل كان إنزالاً جوياً – بحرياً مركّباً شاركت فيه وحدة « شلداغ » البحرية الخاصة و«الوحدة 669» الجوية (المعروفة باسم « وحدة الإنقاذ التكتيكية الخاصةהיחידה הטקטית לחילוץ מיוחד») . فقد أقلعت أربع أو خمس طائرات هيلوكبتر إسرائيلية من على متن حاملة طائرات حوامة ( ) رست قبالة شاطىء بلدة «المنطار» (حوالي 20 كم جنوب طرطوس) واتخذت لها مساراً يمر فوق : رأس الخشوفة، الدريكيش، البريخية، دوير رسلان، السنديانة ...، وصولاً إلى تخوم قرية «الرصافة» التي لا تبعد عن مركز البحوث العلمية المستهدف ( في منطقة «حير عباس») سوى أقل من 2 كم كخط نظر. وهناك، وقبل دقائق من قيام المروحيات بإنزال ما بين ثمانين إلى مئة جندي بوساطة الحبال والسلالم دون أن تحط على الأرض، قامت طائرات حربية و درونز بقصف جميع الطرق الرسمية والزراعية / الترابية المؤدية للمنطقة لمنع وصول أية قوات دعم للتصدي للإنزال، بافتراض أن نظام الجاسوس «بشار الأسد» لم يكن لديه علم مسبق!
فور أن وصلت القوات المعادية إلى مقر المركز، الذي أنشىء في العام 2018، وبعد أن أقدمت على نقل جميع الأجهزة الإلكترونية الموجودة فيه(أجهزة كومبيوتر،أقراص التخزين الخارجي للمعلومات/ Hard desks ...إلخ ) وبعض المعدات الميكانيكية إلى الطائرات لكي تعود بها إلى إسرائيل، أقدمت على تفجير ونسف مباني ومكائن المركز بوساطة حوالي نصف طن من المتفجرات أحضروها معهم، قبل انسحابهم إلى طائراتهم ومغادرتهم «بأمان الله وحفظه» كالعادة، وكما لو أنهم في «رحلة سيران»، دون أن يتعرضوا لأي مقاومة، باستثناء محاولة أحد الحراس من صف الضباط (من إحدى القرى القريبة) الذي حاول التصدي لهم، لكنه استشهد على الفور! وقد استغرقت العملية ما بين 20 إلى 30 دقيقة فقط!
ولكن ما هي طبيعة المركز، وما الآثار الاستراتيجية الكارثية التي سيخلفها!؟
==========================================
المركز الفرعي الذي استُهدف هو أحد ثلاثة فروع في مصياف تابعة كلها لمركز البحوث العلمية المركزي في دمشق (الذي أنشأته ومولته وزارة الدفاع الفرنسية مطلع السبعينيات، رغم أن اتفاقيته وُقعت في العام 1969). والمركز يتبع وزارة الدفاع ، ويكون للقائد العام للجيش والقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) عضو مقرر يمثله في مجلس إدارة المركز ( كان العميد الجاسوس «محمد سليمان »، رئيس المكتب العسكري الخاص لـ«بشار الأسد»، هو ممثل هذا الأخير في مجلس الإدارة، إلى حين إعدامه من قبل «حزب الله» صيف العام 2008)! أما الفرع المعني الذي نحن بصدده، والذي جرى استهدافه في الإنزال مع مجموعة مستودعات ملحقة به، قريبة من المنطقة على طريق مصياف – وادي العيون، فقد أنشىء في العام 2018 فقط ( بخلاف ما ادعاه طبيب نسائية سوري أبله، من ريف حمص، متخصص بتوليد النساء من .. أطيازهن!). أما الفرعان الآخران في مصياف فقديمان ويعودان إلى السبعينيات والثمانينيات. وهذا الأحمق، طبيب النسائية ( وأظنه أجير سعودي/ إماراتي حقير) ، لا يعرف عماذا يتحدث، فمعرفته محصورة بالطمث و عدم انتظام الدورة الشهرية والحمل خارج الرحم!
كان إنشاء هذا المركز بهدف تحقيق أربع غايات: 1- تحويل الصواريخ التقليدية «الغبية»، الموجودة أصلاً لدى «حزب الله» وحتى الجيش السوري نفسه، إلى صواريخ ذكية ، أو نقطية كما يسمونها. أي تلك التي تكون نسبة الخطأ في إصابتها عشرة أمتار أو أقل ، وتعرف سلالتها إعلامياً باسم «فاتح110». 2- تجميع مكوناتها الأساسية في منطقة قريبة من المستلم (لبنان) لتفادي نقل الصواريخ الجاهزة من إيران مباشرة، حيث تتعرض باستمرار للهجمات الإسرائيلية على امتداد الطريق بين إيران وسوريا وفي مطارات هذه الأخيرة عند وصول الشحنات. وبذلك يمكن نقلها ، لاسيما خلال الحرب، خلال وقت قصير وبأقل ما يمكن من المخاطرة والانكشاف. 3- تجميع طائرات الدرونز الاستطلاعية والحربية من طرازات مختلفة. 4- تدريب الكوادر التقنية السورية في هذا المجال والتعاون مع بعضهم الذين سبق لهم أن درسوا في الخارج اختصاصات ذات صلة (لاسيما في مجال محركات الدفع النفاث وأنظمة الملاحة الجوية).
ـ بتعبير أدق: في هذا المركز/ المصنع لا يجري تصنيع الصواريخ، بل تجميع بعض مكوناتها، وتعديل الصواريخ القديمة (الموجودة أصلاً لدى الحزب والجيش السوري) من خلال إضافة معدات إلكترونية إلى جهاز توجيه الصاروخ ، أو ما يسمى «جهاز الملاحة الصاروخي» الذي تجري برمجته مسبقاً وفق إحداثيات الهدف المطلوب . وهذا الجهاز يتحكم بأجنحة الصاروخ وتوجيهها إلكترونيا ( أي قيادة عملية الطيران الآلي) وفق البرمجة المسبقة. ومن أجل ذلك، أنت لست بحاجة لنقل الصاروخ كله إلى المركز، بل مجرد جزء صغير منه يرتبط بجهاز «الطيار الآلي» الذي يتحكم بالأجنحة، ثم تعيد نقله وتركيبه في الصاروخ حيثما كان موجوداً ( في قاعدته، في نفق تحت الأرض ...إلخ). وطبقاً للتعديل الجديد، يجري توجيه الصاروخ وفق نظام GPS أو ما يعادله من الأنظمة العالمية الأخرى. ومن المتوقع (لست متأكداً) أن المستودعات المشار إليها أعلاه (على طريق مصياف – وادي العيون)، التي دمرها الإسرائيليون كلياً أو جزئياً خلال ليلة الإنزال، كانت تحوي أجزاء من الصواريخ التي يجري تعديلها ، سواء قبل التعديل أو بانتظار التعديل.
ـ ما أقلق الإسرائيليين أيضاً على نحو خاص، وفق المعلومات التي كانوا بدؤوا الحصول عليها منذ العام 2006 على الأقل من خلال جواسيسهم المأجورين (لاسيما الجاسوس «محمد سليمان» ومن كان هو يرشحهم لبعثات دراسية في الخارج)، أن المشروع (لاسيما في فرعه في قرية «الزاوي» شمال مصياف،الذي يتعرض للقصف باستمرار)كان يعمل أيضاً على تعديل بعض صواريخ «حزب الله» قصيرة المدى: «غراد» التي يبلغ قطرها122 ملم(أو ما يعرف إعلامياً بـ« الكاتيوشا») من أجيال مختلفة، وصواريخ «فجر خيبر». وتعديل صواريخ الراجمات «الكاتيوشا» قصيرة المدى إلى نقطية أو شبه نقطة لا يقل خطورة عن تعديل الصواريخ بعيدة المدى. (بعض الناس الذين يسمعون اليوم عن استخدام صواريخ «كاتيوشا» من قبل «حزب الله» يسخرون، باعتبار هذه الصواريخ تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية. طبعاً هذا بسبب جهلهم ، ولأن معرفتهم بالأمر شبيهة بمعرفة طبيب النسائية المشار إليه أعلاه! فاسم «كاتيوشا» هو مجرد اسم اصطلاحي لسلالة تتضمن أحدث صواريخ الراجمات الميدانية قصيرة المدى التي جرى تحويلها إلى صواريخ نقطية أو شبه نقطية. وهذه هي «الكاتيوشا» التي يستخدمها «الحزب» اليوم، وليس «الكاتيوشا» المعروفة باسم «أرغن ستالين»!).
ـ الإنزال على مركز مصياف أول مؤشر حاسم وقاطع ولا جدال فيه ، لكل ذي عقل وبصيرة ويعرف طبيعة هذا المركز، على أن إسرائيل والولايات المتحدة اتخذتا قراراً نهائياً بتصفية «حزب الله» ، بما في ذلك اغتيال «نصر الله»، من خلال عملية كبرى لا تبقي ولا تذر، وتفوق بكثير ما حصل حتى الآن من إبادة في غزة، رغم وجود مؤشرات «ثانوية» أخرى سبقت ذلك، كالاغتيال المتسلسل والممنهج لكوادر الصف الأول والثاني من الجهاز العسكري والأمني وقادة قطاعاته، بمن في ذلك القائد العسكري للحزب «فؤاد شكر» في تموز/ يوليو الماضي.فالإسرائيليون يعرفون أن التورط في عملية كبرى ضد «الحزب» قبل تصفية برنامج الصواريخ النقطية، سيدفع الحزب للرد باستهداف المطارات والبنى التحتية العسكرية والمدنية على امتداد الخريطة الفلسطينية، بما في ذلك منشآت تخزين الأمونيا في حيفا و مفاعل ديمونا ومركز IRD( مركز الأبحاث البيولوجية في «نيتس زيونا» جنوب شرق تل أبيب) ...إلخ.وهذا ما كان «نصر الله» نفسه هدد به وأشار إليه مراراً في مناسبات مختلفة على سبيل الردع. وكان شنُّ هجومٍ شامل من هذا النوع قبل تصفية البرنامج الصاروخي الاستراتيجي أشبه بأن تقوم الولايات المتحدة بشن هجوم على روسيا أو الصين قبل أن تكون متأكدة من أنهما لن يستطيعا الرد بضربة جوابية. ولأن تجريد «الحزب» من صواريخه هذه شبه مستحيل من خلال القصف الجوي، بسبب تحصينها في أنفاق في بطون الجبال، وضع الإسرائيليون منذ فترة طويلة سيناريوهين اثنين : 1- الوصول إلى مركز مصياف والحصول على الأسرار الهندسية والإلكترونية للصواريخ، وبالتالي إخراجها من الخدمة وشل فاعليتها بأقل الخسائر؛ 2- تنفيذ إنزالات على أنفاق الصواريخ وتدميرها، كما سبق لهم أن فعلوا في أكثر من مكان (مثل:إنزال«الزعفرانة» في مصر في سبتمبر 1969 زمن المهرّج «عبد الناصر»؛ إنزال الإسرائيليين على موقع «دير الزور» صيف العام 2007 لأخذ عينات منه وفحصها قبل تدميره من الجو، بناء على معلومات الجاسوس «محمد سليمان» أيضاً؛ الإنزال في تونس ، وإن لأسباب مختلفة / اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينية... إلخ).
ـ لكن تدمير مركز مصياف بعد الاستيلاء على جميع ما فيه من أسرار، يعني أن عملية كبرى لمسح «حزب الله» من الوجود عسكرياً، بما في ذلك اغتيال «نصر الله» شخصياً، أصبح قاب قوسين أو أدنى ، وربما لن يتجاوز الأيام أو الأسابيع على أبعد تحديد، وبالتالي فتح الطريق سريعاً أمام إطاحة نظام الجاسوس«بشار الأسد» بعد أن «أدى قسطه للعلا» واستبداله بعصابات النبي السفياني اليهودي – التلمودي «محمد بن عبد الله» من كلاب ثورة الجواسيس الوهابية - الإسرائيلية. فاستبدال النظام بتلك العصابات التي تجري تربيتها وعلفها وتسمينها من قبل تركيا وإسرائيل والغرب والخليج أمر غير ممكن قبل القضاء المبرم على«حزب الله» وقائده، ليس لأنهما معنيين بالدفاع عن النظام بذاته، ولكن عن سوريا كخط إمداد من طهران. وقبل إسقاط النظام، أو بالأحرى استبداله بجواسيس جدد، ستبدأ حملة إبادة جوية إسرائيلية للبنان لا مثيل ولا سابق لها،ربما تكون مترافقة باجتياح بري، ولو أن الإسرائيليين يخشون إلى أبعد الحدود مواجهة قوات الحزب برياً ، ولا يستطيعون كسره إلا من الجو بحملة جوية تشبه الحملة الإسرائيلية على مطارات مصر وسوريا والأردن و غربي العراق صبيحة 5 حزيران/ يونيو 1967 . وبهذه الطريقة يتغير وجه الشرق الأوسط إلى الأبد، بما في ذلك خرائط سايكس بيكو!
مشفى كرويدون الجامعي، لندن ـ 10 سبتمبر 2024
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة فضائية من غوغل إرث لـمداخل موقع «حير/ حقل عباس» في بطن الجبل، مأخوذة في العام 2024 ( قبل تدمير الموقع). لمشاهدة بالحجم الأصلي، يجب النقر على الصورة.
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.