Thursday, 27 November 2025

 الشيخ المخابراتي «غزال غزال»:

«سليمان هلال الأسد» قتل العقيد «حسان الشيخ» دفاعاً عن النفس ، ومن يتهجم عليه أو على «آل الأسد» ليس سوى «عميل إسرائيلي»!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باعتبار السوريين مشغولين ها الأيام بالشيخ «غزال غزال»، لقيت هدا «البوست» يلي نشره «نزار» عنه وعن مهماته المخابراتية / الديبلوماسية بلندن أواخر الثمانينات!

«البوست» نشره «نزار» يوم الأحد 9 آب 2015 ( صورته الأصلية منشورة على اليسار. ولقراءته بالحجم الأصلي، من الأفضل تحميله وتخزينه في الكومبيوتر).

(فيكتوريا)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

   قال الشيخ القذر غزال وهيب غزال أمام عشرات ضمهم مجلسُه مساء أمس السبت في اللاذقية إن «سليمان هلال الأسد قتل العقيد المهندس حسان الشيخ دفاعاً عن النفس». وزعم هذا البغل الإلهي المجنّح بأجنحة مخابراتية أن العقيد «حسان الشيخ رفع مسدسه بوجه الشاب سليمان الأسد، فخشي هذا الأخير على حياته وسبقه إلى إطلاق النار»! وتعليقاً على التظاهرة السلمية التي شارك فيها المئات من أهالي بلدة «بسنادا» ومحيطها، احتجاجاً على عملية الغدر الإجرامية، قال الشيخ ،الدجال كما كل رجل دين آخر، «كل من يحمّل السيد الرئيس [بشار الأسد] مسؤولية ما جرى، أو يتوجه بالانتقاد إلى عائلة الأسد الكريمة، خصوصاً خلال المؤامرة التي تشهدها بلادنا، إنما هو خائن وعميل ويخدم المشروع الإسرائيلي»!


  وكان المئات من أهالي البلدة ومحيطها شاركوا في تظاهرة سلمية شبه صامتة  يوم أمس السبت انتهت باعتصام سلمي في «دوار الزراعة» في مدينة اللاذقية، طالبوا خلالهما بوضع حد للفلتان الأمني في المحافظة، الذي يقف وراءه شبيحة النظام المافيوزي، وبالقصاص من الإرهابي القاتل سليمان الأسد الذي أطلق نيران رشاشه على العقيد المهندس حسان الشيخ يوم الخميس ، 6 آب/ أغسطس الجاري. وينحدر العقيد الشهيد المغدور من البلدة نفسها التي قدمت العديد من المعتقلين على مدار العقود السابقة في صفوف «حزب العمل الشيوعي» و «حزب البعث الديمقراطي» ( تيار المغدور «صلاح جديد»)، لعل أبرزهم المهندس «فاتح جاموس» و الدكتور «عارف دليلة» و «وجيه غانم» و «عادل نعيسة»  وغيرهم الكثير...إلخ.

   وكان الإرهابي المجرم سليمان الأسد، وفق شهود عيان أدلوا بشهاداتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التقليدية خال الساعات الماضية، يركب سيارة «همر» بدون لوحات حين وصل إلى «دوار الأزهري» قبل أن يترجل من سيارته ويطلق النار من بندقية كلاشينكوف على المهندس المغدور أمام أولاده بذريعة أنه «لم يفسح له في الطريق للمرور»، وهو أمر لم يكن ممكناً عملياً بسبب الازدحام المروري و وجود إشارة مرور، حتى بافتراض أنه حق إلهي له!

  يشار إلى أن الشيخ المخابراتي الدجال غزال وهيب غزال، وبعد دراسته في كلية الشريعة بجامعة دمشق خلال الفترة 1980 – 1984 ، انقطع عن الدراسة في سنته الأخيرة قبل أن يستأنفها في «الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية» في لندن عند افتتاحها في العام 1988. ورغم أن الجامعة المذكورة ذات طابع «شيعي» ، فإن ذهاب سوريين من أوساط الطائفة العلوية لدراسة الشريعة في بريطانيا يعتبر أمراً نادراً  جداً، خصوصاً في تلك الفترة. فمن أراد منهم دراسة الشريعة في الخارج، ذهب إلى الجامعات الدينية الإيرانية ( لاسيما بعد سقوط نظام الشاه في العام 1979) أو الجامعات العراقية قبل ذلك أو بعد سقوط نظام العميل الأميركي المجرم صدام التكريتي. إلا أن وجوده في لندن أواخر الثمانينيات  يعتبر أمراً «مثيراً للانتباه جداً»، نظراً لأن العلاقات السورية – البريطانية كانت مقطوعة على خلفية العملية الإرهابية الفاشلة في «مطار هيثرو» (ما يعرف بـ «قضية نزار هنداوي») التي فبركها جهاز الموساد في نيسان / أبريل 1986 بالتعاون مع فرعه الأردني (المخابرات الأردنية) الذي كان يقوده العميل الإسرائيلي العريق طارق علاء الدين طوبال ، بهدف إلصاق تهمة «الإرهاب» بالنظام السوري (*) . لكن استغرابنا لا يلبث  أن يزول حين نطّلع على بعض الأوراق الرسمية السورية، وحين نكتشف أنه كان على الأرجح «في مهمة أمنية رسمية»! فخلال تلك الفترة، وطبقاً لمواد أمنية أرشيفية رسمية حصلتُ عليها بفضل المقدم المغدور علي فاضل و العميد « ع. ش.» من المخابرات العسكرية ( لا أعرف مصيره إن كان حياً أو ميتاً، ولذلك لا أستطيع ذكر اسمه الآن)، التقى مع مسؤولين في «إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية : MENAD» ، وكذلك من جهاز « MI5» (المخابرات الداخلية).



   اللافت على هذا الصعيد هو أن وزير الخارجية السورية فاروق الشرع استقبل في آذار 1989 السفير الإيراني في دمشق محمد حسن أختري، بناء على طلب عاجل من هذا الأخير، ليبلغه بأن «القائم بالأعمال الإيراني في لندن،محمد مهدی آخوندزاده بستي، أبلغ الجهات المعنية في طهران بأن طالب شريعة سورياً في لندن يدعى /غزال وهيب غزال/، التقى مسؤولين في دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية، بحضور رئيسة قسم مكافحة الإرهاب في المخابرات الداخلية MI5  إليزا مانينغهام بولر Eliza Manningham-Buller، المسؤولة آنذاك عن التحقيق في قضية تفجير طائرة لوكربي( التي اتُّهمت المخابرات الليبية بالوقوف وراءها) »! وبحسب مذكرة وزير الخارجية فاروق الشرع إلى «مكتب الأمن القومي»، التي أملك نسخة منها، فإن السفير الإيراني في دمشق لم يعرف مضمون محادثات الشيخ غزال مع البريطانيين، لأن القائم بالأعمال الإيراني في لندن لم يتمكن أصلاً من الحصول عليها، لكنه سأل الشرع «عما إذا كان الشيخ المذكور التقى البريطانيين بتكليف رسمي من الحكومة السورية في إطار جهود سورية لتطبيع العلاقات مع بريطانيا، أم باجتهاد شخصي منه دون علم السلطات السورية»!؟

  المثير في الأمر هو أن السيدة المذكورة إليزا بوللر هي نفسها التي ستقوم باستقدام أسماء الأخرس من نيويورك بعد ذلك بحوالي عشر سنوات (أواخر التسعينيات) لتشغيلها في «بنك مورغان» في مجال تعقب استثمارات الشركات الصينية والآسيوية الأخرى في مجال الأبحاث البيوكيميائية والصيدلانية، قبل أن يقوم مدير المخابرات الخارجية البريطانية MI6( ريتشارد ديرلَف Richard Dearlove) بلعب دور «الخطّابة» وتزويجها من بشار الأسد!

  لقد جرت العادة أن يكون المشايخ السنة هم كلاب المخابرات البريطانية والأميركية تاريخياً ( منذ أن جرى تصنيع الأخوان المسلمين المصريين والهنود/ الباكستانيين، من خلال «حسن البنا» و «أبو الأعلى المودودي»، في العام 1928 و 1947، على التوالي)، فضلاً عن بعض مشايخ الشيعة العرب في العراق لمحاربة الشيوعيين خلال النصف الأول من القرن العشرين ( خصوصاً العرص «آية الله محسن الحكيم» صاحب فتوى إبادة الشيوعيين العراقيين قي الخمسينيات)؛ لكنها المرة الأولى التي يقوم  فيها – حسب علمي – رجل دين علوي بمهمات أمنية و/أو سياسية ، سواء لحسابة الخاص أم لحساب نظامه؛ وهذا ما ليس واضحاً حتى الآن، على الأقل بالنسبة لي!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) ــ تمكن «طوبال» ، منذ أن كان رئيساً للمكتب السوري في المخابرات الأردنية أواخر الستينيات، من تجنيد دزينة من الضباط السوريين لصالح الموساد الإسرائيلي، مستغلاً انحدار معظمهم  من أبناء القومية الشركسية مثله. وقد أظهر أرشيف قضية هؤلاء، الذي اطلعت عليه في أوراق الصديق الراحل «ماركوس فولف»، أنهم كانوا مغفّلين، فقد كانوا يعتقدون أنهم يعملون مع المخابرات الأردنية، بينما كانت معلوماتهم تذهب إلى إسرائيل مباشرة، بفضل «طوبال» واللواء«غازي عربيات» رئيس المخابرات العسكرية الأردنية آنذاك. وخلال «حرب أكتوبر 1973» لعب «طوبال» و«عربيات» دوراً كبيراً في تدمير الجيش السوري (لاسيما في القطاع الجنوبي حيث كانت تقاتل الفرقة الخامسة بقيادة العميد «علي أصلان») بعد أن تمكنت الفرقة من تحرير كافة الأراضي المحتلة في القطاع الجنوبي حتى بحيرة طبريا و «المعبر الحدودي السوري – الفلسطيني » القديم على نهر الأردن ( المعروف خلال فترة الاحتلال البريطاني- الفرنسي تحت اسم: الدار العليا للجمارك / بيت هاميخس هائيليون   בית המכס העליון»). وكان الضابطان كلاهما مرافقين للملك الجاسوس «حسين» حين تسلل إلى إسرائيل بطائرته الخاصة يوم 25 سبتمبر 1973 للاجتماع مع «غولدا مائير» وإبلاغها بنية مصر وسوريا شن حرب على إسرائيل بعد بضعة أسابيع ( لم يكن التاريخ الدقيق لبدء العمليات الحربية قد حُدّد بعد). ويمكن مراجعة توثيق هذه القضية في  الجزء الأول من كتاب: «فيكتور إسرائيليان: داخل الكريملن خلال حرب أكتوبر وما بعدها ـ وثائق ومحاضر سوفييتية وألمانية شرقية تنشر للمرة الأولى» ، ترجمة وتحرير وتقديم «نزار نيوف»، الذي سينشر قريباً. [ ملاحظة مني أنا فيكتوريا: نشر الجزء الأول من الكتاب المذكور لاحقاً، وهنا رابطين لتحميله لمن يرغب، وفيه تفاصيل وثائقية وافية عن دور علاء الدين طوبال و غازي عربيات في تجنيد ضباط سوريين و/أو نقل معلوماتهم إلى إسرائيل قبل وخلال الحرب،هنا من :مكتبة نور ؛ وهنا من: أرشيف الإنترنت . وبالنسبة لضابط المخابرات «ع.ش.»، كشف عنه «نزار» قبل بضعة أشهر، بعد أن تأكد من وفاته في ظروف غامضة، واسمه «عمر شرق». ويمكن مطالعة تفاصيل قصته  وقصة المقدم  علي فاضل  هنــــا ].  

 

No comments:

Post a Comment

Note: only a member of this blog may post a comment.