وثيقة سورية رسمية عمرها عشرون عاماً .. تُنشر للمرة الأولى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤخراً،في 27 الشهر الماضي، وحين كتبت أن اعتقال مفتي الجمهورية السابق الشيخ «أحمد بدر حسون» من قبل الإرهابي والجاسوس الدولي «أبو محمد الجولاني» كان بأمر الولايات المتحدة والسعودية وغيرهما ، على خلفية دوره في إرسال متطوعين «جهاديين» إلى العراق اعتباراً من ربيع العام 2003 لقتال قوات الاحتلال الأميركية، نشرتُ عدداً من الوثائق السرية الرسمية السورية ذات الصلة. لكن واحدة من الوثائق بقيت «مفقودة» في إرشيفي منذ أن حصلت عليها صيف العام 2011 .
بعد بضعة أشهر من حصولي على تلك الوثيقة، وكان ذلك أواخر تشرين الأول / أكتوبر 2011،كتبت في موقعنا الإخباري « Syriatruth.info/org/net»(المغلق منذ مطلع العام 2015)، كما يتذكر الآلاف من متابعيه آنذاك،ما حرفيته:« يجري الآن تشكيل منظمة إرهابية باسم جبهة النصرة لأهل الشام، برعاية أبي بكر البغدادي والمخابرات الأردنية والتركية وجهات استخبارية أخرى من أجل ركوب الانتفاضة الشعبية في سورية وتحويلها إلى ثورة إسلامية مسلحة». وحين وقع أول تفجير انتحاري من قبل هذه المنظمة في كانون الأول/ ديسمبر 2011 في«شارع ابن عساكر/ دوار كفر سوسة»(قبالة مقر إدارة المخابرات العامة) وتسبب بمذبحة في صفوف العابرين الأبرياء، كتبتُ ما حرفيته أيضاً«إنها الضربة الافتتاحية التدشينية التي قامت بها جبهة النصرة التي تحدثتُ قبل بضعة أشهر عن تأسيسها».
يومها،وبخلاف ما هو معروف عن المنظمات الإرهابية، تأخرت «جبهة النصرة» أكثر من شهر (حتى 24 يناير 2012) في تبنيها الرسمي للعملية الإرهابية وعملية تفجير مخفر شرطة «حي الميدان» التي تلتها مباشرة. وكان لافتاً يومها أن العميل العتيق لوكالة المخابرات المركزية «جورج صبرا» (ضابط الارتباط بين الوكالة و «رياض الترك» منذ العام 1978،وفق الوثائق الألمانية التي سبق أن نشرتها) سارع إلى القول الأحمق والغبي على صفحته في «فيسبوك» إن «جبهة النصرة» لا وجود لها، فهي من اختراع «نزار نيوف» والمخابرات السورية، وإلا كيف يمكننا أن نفهم أنه أعلن عن وجودها قبل وجودها العلني بشهرين ...إلخ(البوست مرفق أدناه).لكنه، كبقية أوغاد الثورة الوهابية-الإسرائيلية السورية وكلابها، أمثال الذميّ القذر«ميشيل كيلو»، لم يتأخروا سوى أسابيع قليلة فقط في الذهاب إلى الشمال السوري للاجتماع مع إرهابيي «جبهة النصرة» والإعلان عن أنها«مكوّن أصيل من مكونات الثورة السورية وثورة الشعب السوري»،كما قال الفاجر الوسخ «ميشيل كيلو» لوسائل الإعلام،وصولاً إلى التقاط صور السيلفي مع قادتها الإرهابيين ومباركة مذابحهم الطائفية!
اكتشفتُ باكراً جداً،بمحض المصادفة،أن«جورج صبرة» مجرد أحمق وبغل حقيقي منذ أن التقيت به للمرة الأولى في «سجن صيدنايا»(في بداية اعتقالي مطلع العام 1992 وقبل نقلي إلى العزل الانفرادي في«سجن تدمر»و«سجن المزة» إلى حين إطلاق سراحي بعد ذلك بحوالي عشر سنوات). فمداركه العقلية المحدودة لا تسمح له بأن يفهم كيف لصحفي مثلي له عشرات الأصدقاء من الضباط في قيادة «القوى الجوية والدفاع الجوي»(منذ أن أديت خدمتي الإلزامية معهم ومع الضباط السوفييت مطلع الثمانينيات في مواقع مختلفة،حين كانوا لا يزالون ضباطاً صغاراً أو متوسطي الرتبة)، والذين بقوا طوال «الأزمة السورية» يزودونني بالمعلومات والوثائق،ومعهم بالطبع وزير الخارجية«وليد المعلم»،الذي أكشف عنه اليوم للمرة الأولى كأحد مصادري، والذي زودني بعشرات الوثائق الرسمية،فضلاً عن المعلومات الديبلوماسية الحصرية الحساسة، منذ العام 2007 وحتى وفاته (رحمه الله ، كما يقول المؤمنون، ولست منهم!). ولن أنسى في هذا السياق «فاروق الشرع»، الذي أتمنى له العمر المديد، والذي أتحفظ عن دوره في ذلك حالياً!
على أي حال، في التقرير الوثائقي الذي كتبته في العام 2011، ثم التقرير الذي نشرته قبل بضعة أيام عن الأسباب الحقيقية لاختطاف واعتقال المفتي «أحمد بدر حسون» من قبل الإرهابي القذر،الجاسوس الإسرائيلي - البريطاني «أبو محمد الجولاني»، أشرت إلى أن هذا الأخير كان أحد «الجهاديين» الذين تدربوا في معسكرات«الحرس الجمهوري»السوري لإرسالهم من قبل المخابرات العسكرية و/أو المخابرات العامة (الفرع 251 الذي كان يترأسه «بهجت سليمان»)إلى العراق من أجل قتال قوات الاحتلال الأميركية.وكنت أستند في قولي إلى مضمون هذه الوثيقة التي كانت مفقودة في إرشيفي وعثرت عليها زوجتي اليوم بعد بحث مضنٍ، وهي وثيقة زودني بها المرحوم «وليد المعلم» صيف العام 2011، وكتب لي يومها رسالة مرفقة قال فيها « يبدو أنه كان معك حق يوم حذرت في العام 2004 من أن السوريين الذين يذهبون برعاية النظام للقتال في العراق، سيفعلون يوماً ما عندنا ما فعله جهاديو المخابرات الأميركية والسعودية والمصرية العائدون من أفغانستان. فمن بدأ يحمل السلاح الآن [صيف العام 2011] هم أولئك الذين أطلق الرئيس[ بشار الأسد] ومكتب الأمن القومي سراحهم في مراسيم العفو الأخيرة، وبعضهم وصل من العراق للتو ليعكّر نقاءالسوريين الذين يرفعون مطالب محقة، وليركب موجتهم لأغرض خبيثة....إلخ»!
الوثيقة المؤلفة من صفحتين، وهي مرفقة جانباً، عبارة عن كتاب سري مرسل من قبل قيادة «الحرس الجمهوري» إلى «الفرع 243» (فرع دير الزور) في المخابرات العسكرية بتاريخ 6 / 1 / 2005 ، وإلى «السرب الجوي 522» (سرب النقل في القوى الجوية) و «قيادة اللواء الجوي 24» (مطار دير الزور العسكري). ويتضمن هذا الكتاب جدولاً بأسماء حوالي ثلاثين «جهاديا» متدرباً في «معسكرات الفوج101» التابع لـ «الحرس الجمهوري»، بعضهم فلسطينيون سوريون، وآخرون من تونس. وفي هذا الكتاب تقوم قيادة «الحرس الجمهوري» بإبلاغ المعنيين بأن هؤلاء يخضعون للتأهيل العسكري، وسيجري إبلاغ هذه الجهات بنهاية التدريب في الوقت المناسب من أجل نقلهم إلى «دير الزور» بواسطة «سرب النقل 522» في القوى الجوية. وفي نهاية الوثيقة إحالة من شعبة المخابرات العسكرية إلى الفروع المعنية التابعة لها ( 243/ دير الزور، 235 / فرع فلسطين) من أجل تنفيذ المطلوب منهما.(يعتقد أن التوقيع هو لـ«آصف شوكت»،الذي كان مكلفاً يومها بتسيير أمور شعبة المخابرات العسكرية بسبب العجز المرضي لرئيس الشعبة اللواء «حسن خليل»، والذي أحيل على التقاعد مرَضياً بعد ذلك بحوالي ثلاثة أسابيع: أواسط شباط/ فبراير 2005).
مقابل الرقم 6 التسلسلي في الوثيقة يرد اسم«أحمد حسين الشرع» (الجولاني)بوصفه أحد المتدربين «الجهاديين» في معسكرات «الحرس الجمهوري» قبل تسريبهم إلى العراق. ويشير الجدول إلى أنه مواليد «الرياض / السعودية، 29 / 7 / 1982» وعنوان إقامته «دمشق / مزة فيلات». ويومها كان يتهيأ للعودة إلى العراق للمرة الثانية، بعد أن كان ذهب إلى هناك ربيع العام 2003(قبيل بدء الغزو الأميركي)، وقاتل في مدينة «الحلة» قبل اعتقاله لبضع ساعات عند سقوط المدينة في قبضة الأميركيين والبريطانيين.ويومها التقى للمرة الأولى مع ضابط المخابرات البريطاني «رودريك ستيوارت Rodrick Stewwart» ( نائب الحاكم الأميركي «بريمر» آنذاك، والمعروف اليوم كإعلامي وصحفي باسم »روري ستيورات»). ويومها بادر ستيوارت إلى إطلاق سراح«الجولاني» وعشرات آخرين بسبب صغر أعمارهم. لكن «ستيوارت» سيعود إلى «الجولاني» مرة أخرى صيف العام 2011 ويقوم بتجنيده لصالح المخابرات البريطانية، ويكون (تحت قناعه الصحفي) أول زواره العلنيين من ضباط المخابرات الغربيين بعد سقوط دمشق في قبضة التحالف الإسرائيلي - السلجوقي - البريطاني في 8 ديسمبر 2024!
لهذا قلت في تحقيقي عن السبب الحقيقي لاعتقال المفتي «حسون» إن «الجولاني» هو ـ بمعنى ما ـ صناعة «ماهر الأسد» والمفتي «حسون» و مفتي دمشق آنذاك ، «عبد الفتاح البزم». وهذا الأخير هو أحد أشهر قوّادي «الجولاني» اليوم،رغم أنه كان وصفه قبل بضع سنوات بأنه «باغٍ يتزعم فئة باغية تقتل من المسلمين السنة أكثر مما تقتل من النصريين»،في إشارة إلى المذابح التي كان يرتكبها «الجولاني» آنذاك،بأوامر أسياده الأميركيين والبريطانيين والأتراك، الذين كانوا يحضّرونه ليومه هذا، ضد المعارضين المسلحين الآخرين ممن كان يُطلَق عليهم اسم «الجيش السوري الحر»، وكان هذا الجاسوس والسفاح السافل يصف هؤلاء بـ «العلمانيين الكفار»!
لندن / مشفى كرويدون الجامعي، 5 سبتمبر 2025
ـــــــــــــــــــــــ
المرفقات :
ـ «وثيقة الحرس الجمهوري» ( صفحتان).
ـ صورة عما كتبه المعتوه «جورج صبرا»، كلب وكالة المخابرات المركزية العتيق.
ـ رابط يحيل إلى التقرير الوثائقي الذي نشرته مؤخراً عن الأسباب الحقيقية لاعتقال المفتي «حسون».
This comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteThis comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteThis comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDelete