Wednesday, 15 October 2025

 الصفحة الأولى من مسودة التفاهم الروسية – التركية التي تم التواصل إليها أواخر تشرين الثاني – نوفمير 

يرجى الضغط على الصور والروابط 

من أجل قراءة التصفح بالحجم الكامل 

(فيكتوريا) 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   أواخر تشرين الثاني / نوفمبر 2024، توصل الروس والأتراك إلى مسودة تفاهم سري لنقل السلطة إلى «جبهة النصرة» الإرهابية. ويبدو من الوثيقة التي حصلتُ عليها من الأصدقاء في موسكو آنذاك، والموقعة في نهايتها  بالأحرف الأولى من قبل رئيس الاستخبارات التركية «ابراهيم قالين» و نظيره الروسي «سيرغي ناراشكين »، أن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» أحالها (بتاريخ 28 نوفمبر 2024) ، أي اليوم الذي وصل فيه «بشار الأسد» إلى موسكو، إلى القسم القانوني في وزارته لإبداء الرأي فيها . وهذا ما يمكن استنتاجه من العبارة المكتوبة بخط اليد على الزاوية العليا / اليمنى . وما يرجح أن التوقيع يعود إلى وزير الخارجية «لافروف»، وليس لاسم موظف آخر، هو أن الأحرف الواردة قبل اسم صاحب التوقيع «C.B.» تتوافق مع اسمه الثلاثي«سيرغي فيكتوروفيتش لافروف Ви́кторович Лавро́в Серге́й » . وعلى هامش الصفحة (يساراً) كُتبت عبارة بخط اليد من قبل شخص ما ( في الدائراة القانونية أو وزارة الدفاع؟) لم أستطع قراءتها بدقة، لكنها تشير ضمناً ، وبما معناه، وكما فهمتها، إلى وجوب إضافة بند / بنود خاصة بالقواعد الروسية في سوريا إلى «التفاهم» تفيد بأن «وجود [القواعد] خاضع للقوانين التي تنظمها الاتفاقيات الدولية»، بمعنى أن السلطة الجديدة لا تملك حق إغلاقها من تلقاء نفسها.


   تبقى ملاحظة بشأن الجهة التي يعود إليها الخاتم الذي مُهرت به الوثيقة. فبحسب صديقة صحفية تركية تواصلت معها للاستفسار عن الأمر،فإنها تعود إلى دائرة في وزارة الخارجية التركية تدعى«المديرية العامة للتخيط السياسي» Directorate General for Policy Planning  واختصارها «SPGM» باللغة التركية.

مع ذلك ثمة ملاحظة أخرى لعلها أكثر أهمية من أي شيء آخر، وهي أن الفقرة الثالثة، من مجموعة الضمانات الروسية، تنص على وجوب أن ينقل «بشار الأسد» صلاحياته إلى رئيس حكومته«محمد غازي الجلالي» وليس إلى نائبه الدكتور «فيصل المقداد» أو نائبه للشؤون العسكرية، وزير الدفاع «علي محمود عباس». وهذا لأن لـ «المقداد» صفة دستورية تخوله القيام بكافة صلاحيات «الرئيس» في حال غيابه لأي سبب. وبالتالي فإن نقل السلطة إليه يعني بقاءها بيد النظام القائم نفسه، دون أن يترك خروج «بشار الأسد» أي أثر على ذلك دستورياً!


 أدناه ترجمة حرفية للصفحة الأولى والصفحة الثانية (غير المنشورة هنا) من المسودة التي تُرك مكان تاريخها (اليوم والشهر) فارغاً إلى أن يقوم الطرف الروسي بالموافقة عليها كما هو أو بعد تعديلها، كما يمكن أن نفهم. وبحسب معلوماتي اللاحقة، فإن المسودة أبرمت بصيغتها النهائية بعد بضعة أيام، وحين كان «بشار الأسد» لا يزال في دمشق، بعد أن أخذت تركيا بالملاحظات والتعديلات الروسية. لكني لم أستطع الحصول على النص المبرم بصيغته النهائية حين انتهيت من كتاب«عشرة أيام هزّت بلاد الشام... نظام الأسد قياماً وحطاماً» في آذار / مارس الماضي، وحين وضعته زوجي بعهدة « مكتب حماية المكية الفكرية» الحكومي - البريطاني كأمانة إلى أن حين نشره،على أن يكون لها وحدها الحق في التصرف به بعد موتي، وسجلته لدى مؤسسة نيلسن، التي تملك الحق القانوني الاحتكاري في بريطانيا لمنح الكتب ترقيماً دولياً و وطنياً،والتي أعطته الرقم ( ISBN: 978-1-7399596-1-6 ) بتاريخ 25 آذار / مارس الماضي.

ـ مشفى كريدون الجامعي / لندن ـ أيار/ مايو 2025. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سري للغاية

مسودة تفاهم

أنقرة – موسكو في (...) / (...) / 2024

في ضوء الاتصالات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وحكومته، والتي شاركت فيها الإدارتان الأمريكية الحالية [ إدارة «جو بايدن»] والقادمة [ « إدارة ترامب»] والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ودولة إسرائيل، اتفقت روسيا الاتحادية وجمهورية تركيا على ما يلي:

تضمن روسيا الاتحادية أن:

1- يُصدر الرئيس السوري بشار الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية الأوامر بالطريقة المناسبة التي يرغب بها لجميع قواته البرية والبحرية والجوية وجميع التشكيلات والأجهزة الأمنية الأخرى، بعدم المقاومة أو استخدام أي سلاح ضد قوات المعارضة المسلحة («هيئة تحرير الشام» و«الجيش الوطني») اعتبارًا من الساعة 00:01 يوم (....) ديسمبر 2024.

2- يُصدر الرئيس السوري بصفته المذكورة أعلاه أوامر لجميع قواته العسكرية والأمنية المذكورة بإلقاء أسلحتها والتخلي عن كل ما يشير إلى وضعها العسكري وإخلاء مواقعها.

  يغادر الرئيس السوري بلاده في موعد أقصاه منتصف ليل يوم (....) كانون الأول (ديسمبر) 2024، ويسلم كافة صلاحياته الدستورية قبل ساعة على الأقل إلى رئيس وزرائه السيد محمد غازي الجلالي وليس إلى نائب الرئيس السيد فيصل المقداد أو نائبه لشؤون الجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع علي محمود عباس.

4- ينتقل الرئيس السوري وعائلته ومن يشاء من حاشيته إلى خارج أراضي الجمهورية العربية السورية في موعد أقصاه الساعة 24:00 من يوم (....) كانون الأول (ديسمبر) 2024.

5- يتم إبلاغ الجانب التركي بموعد ومسار مغادرة موكب الرئيس السوري وحاشيته.

6- ستعيد روسيا الاتحادية تجميع قواتها المنتشرة على أراضي الجمهورية العربية السورية لتكون في قاعدة حميميم الجوية و/أو قاعدة طرطوس البحرية في أقرب وقت ممكن، على أن يكون ذلك قبل نهاية ديسمبر (...) 2024.

7- اعتباراً من الساعة 0:01 من يوم (...) 2024، لن تقوم قواتها، سواء البرية أو البحرية أو الجوية، وبغض النظر عن مواقعها، بشن أي هجوم ضد قوات المعارضة المسلحة السورية المذكورة أعلاه.

 8-  اعتباراً من تاريخ مغادرته الأراضي السورية، لن يُسمح للرئيس السوري، أو أي عضو من حاشيته، بممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي، وخاصة ضد السلطات الجديدة في دمشق، لمدة لا تقل عن عام واحد.

وتضمن الجمهورية التركية ما يلي:

1- أن يتم الحفاظ على أمن وسلامة جميع المواقع العسكرية والدبلوماسية والقنصلية والدينية الروسية في سوريا، وأية معدات عسكرية أو مدنية، ثابتة أو متحركة، واحترامها من قبل قوات المعارضة المسلحة المذكورة أعلاه طالما أنها ترفع علم الاتحاد الروسي.

2)- أن يتم ضمان أمن وسلامة جميع الكيانات التابعة للاتحاد الروسي، من الدبلوماسيين والعسكريين والمدنيين، طالما أنهم موجودون داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة المذكورة أعلاه.

  أمن وسلامة موكب الرئيس السوري الذي يتم إخطاره من الجانب الروسي حسب الأصول، طالما كان في الأراضي الخاضعة للسيادة السورية أو التركية، بما في ذلك أجوائهما وبحرهما.

الملاحق:

أ- يتفهم الجانبان أن مجموعة «عمليات فتح الشام» التابعة لـ«الفيلق الخامس/المصالحات» بقيادة «أنس الصلخدي» المعروف باسم «أنس الزعيم»، ستكون أول مجموعة من المعارضة المسلحة المذكورة أعلاه تدخل دمشق من الجنوب والجنوب الشرقي وتسيطر على المقرات السيادية الرسمية، بما في ذلك مطار دمشق الدولي، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومقر القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، والقصور الرئاسية السورية، ومقر رئاسة الوزراء، ومبنى وحرم مجلس الشعب/البرلمان،... إلخ. - لن تتم هذه العملية إلا بعد خروج الرئيس السوري من العاصمة، وبعد تلقي الجانب التركي إشعاراً من قيادة قوات الاتحاد الروسي في سوريا عبر قنوات متفق عليها. ولن تدخل قوات المعارضة المسلحة الأخرى إلى دمشق إلا بعد السيطرة على الأماكن المذكورة أعلاه.

ثانياً- أي وجود عسكري أو مدني للاتحاد الروسي على الأراضي السورية بعد ديسمبر (...) سيكون خاضعاً لتفاهم بين الحكومة الروسية والسلطات السورية الجديدة. ومع ذلك، ستبذل الحكومة التركية قصارى جهدها لإقناع هذه السلطات بتجديد عقد إيجار قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في طرطوس من أجل المساهمة في مكافحة الجماعات الإرهابية، وخاصة داعش. وفي المقابل، سيتخذ الاتحاد الروسي التدابير القانونية المناسبة لإزالة الجماعات المسلحة المعارضة السورية المذكورة أعلاه، إن وجدت، من قائمة الإرهاب المعتمدة من قبل القضاء.

- أي أنشطة عسكرية أو أمنية أو غيرها قد تقوم بها أي دولة أخرى، بما في ذلك إسرائيل وأعضاء التحالف الدولي لهزيمة داعش، في مناطق السيادة المعترف بها دولياً لسوريا، لا تتحمل جمهورية تركيا أي مسؤولية عنها.

رابعاً- في حال حدوث أي خلل في منظومة القيادة والسيطرة أو فقدان الاتصال بين الرئيس السوري وقواته قبل رحيله، فإن قيادة قوات الاتحاد الروسي في سوريا ستوجه قوات الجيش العربي السوري، وخاصة «الفيلق 25 - القوات الخاصة»، بإلقاء أسلحتها وعدم مواجهة قوات المعارضة المسلحة المذكورة أعلاه (هيئة تحرير الشام والجيش الوطني).

خامساً- ما لم تحدث تطورات غير متوقعة تتطلب تجديد أو تعديل هذا التفاهم المبرم، فإنه ينتهي في نهاية ديسمبر (....)، 2024، شريطة أن يتم التوقيع عليه وتبادله بشكل لا رجعة فيه من قبل وزيري خارجية البلدين.

..............................

...........................