Friday, 31 October 2025

  

 دفاعاً عن «بشار البهرزي» في مواجهة ثقافة عربية - إسلامية عنصرية حقيرة

هل يعرف من أطلق هذا الادعاء الرخيص أن دماء قوقازية وتركية وفارسية تجري في عروقه وعروق أبناء طائفته، وأن معظم من حكموا سوريا الحديثة ليسوا عرباً!؟

وهل يعرف هؤلاء الأوغاء أن نبيهم نفسه ، «محمد بن عبد الله»، ليس عربياً بمعيار «عروبتهم»!؟

ــــــــــــــــــــــــ

هذا التعقيب كتبه نزار حوالي شهر حزيران الماضي، ولم ينشره في حينه، وطلب مني نشره اليوم بسبب عودة نغمة «الأصول الكردية / الكاكائية لآل الأسد» إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

من أجل تصفح واضح، يرجى النقر على الصور والروابط. 

(ف. ع.)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   ربيع العام الماضي (2024)، وقبل سقوط نظام الخيانة الوطنية بأشهر عديدة، قرأت منشوراً صغيراً على صفحة أحد أصدقاء هذه الصفحة (يدعى «فهد الحسن»، وهو من دير الزور كما فهمت) يقول فيه إن «بشار الأسد» ليس عربياً وإن عائلة «الأسد» كردية الأصل تنحدر من «بُهْرز» ، البلدة الكردية العراقية المتاخمة للحدود الإيرانية؛ وإن العائلة ليست علوية، بل تدين بالديانة الكاكائية ..إلخ. ولأني لم أفهم قصده بتعبير «البهرزي»، وقد استغربَ ذلك، سألته عن الأمر، فاستنكر جهلي! ( تغريدته منشورة جانباً، وقد وضعت عليه «بلوك»، لأني لا أقبل وجود حيوان عنصري قذر على صفحتي، ولأن هذه الصفحة ليست عيادة بيطرية لمعالجة الأمراض البهيمية).


  للأمانة،كنت صادقاً معه،ولم أكن أتذاكى عليه، لأني كنت أسمع بالقصة للمرة الأولى، ولأن وقتي (فضلاً عن المعركة الوجودية التي أخوضها مع المرض) مليء بالأمور والأعمال الجادة التي عليّ أن أنجزها قبل موت مفاجىء، وليس فيه دقيقة واحدة يمكن تكريسها للترهات والهذيانات. ولذلك انصرفت إلى البحث عن أصل الحكاية الحيزبونية المجنونة لأكتشف أنه نقلها عن «فيصل القاسم»، وأن أول من روّجها إعلامياً - كما يبدو- هو «فيصل القاسم» نفسه ( مُخبر إدارة المخابرات العامة العتيق منذ أن كان طالباً في جامعة دمشق وأرسلتْه هذه الإدارة في بعثة دراسية إلى بريطانيا في العام 1983)(1). وقد استند في قصته المنشورة في «القدس العربي»قبل نحو أربع سنوات إلى حكايات شعبية إحداها لمحامٍ «علوي» مأثرته الكبرى في حياته أنه كان الشحص الذي نصَب (بالتعاون مع المقدم «عبد الكريم عباس»، التابع لـ «فرع فلسطين /235») كميناً للدكتور «عبد العزيز الخير»، القائد المُغيّب في «حزب العمل الشيوعي»، وسلّمه إلى الفرع المذكور في 2شباط / فبراير 1992مع اثنين من رفاقه الآخرين («د. بهجت شعبو»، و «د. محمد غانم»، إذا لم تخني الذاكرة في تحديد اسميهما) بعد مطاردة استمرت 11 عاماً، كما يعرف المئات من معتقلي الحزب آنذاك في سجن صيدنايا،وكما تؤكد الوثائق الرسمية الموجود بعضها بحوزتي، بفضل العميد «عمر شرق» والمقدم المغدور «علي فاضل»)!!


   لا أعرف المستوى العلمي لهذا الأفاك «فيصل القاسم» في مجال اختصاصه (الأدب الإنكليزي)، فزملاؤه في الدراسة أولى وأجدر مني بتقويمه على هذا الصعيد، لاسيما منهم سيدة تدعى «ريما الحكيم» جرى شطب اسمها من قائمة الإيفاد إلى بريطانيا في العام 1983 وإرساله بدلاً منها بتدخل من «الفرع 251» لدى وزير التعليم العالي، الدكتور «أسعد عربي درقاوي»، رغم أنه لم تكن تتوفر فيه معايير الإيفاد،بينما كانت هي من الأوائل على دفعتها (أوفدت فيما بعد،وأصبحت أستاذة جامعية ومترجمة معروفة لاحقاً). وكان ذلك بسبب عمله مخبراً لصالح الفرع المذكور ضد زملائه وأساتذته. كما أنه عُيِّن - قبل إيفاده- معيداً في قسم اللغة الإنكليزية بتوجيهات الفرع نفسه (من جملة التقارير التي كتبها تقرير بأستاذه الفلسطيني «محمد توفيق البجيرمي»، فقد اتهمه بأنه «عضو سري في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين / جورج حبش/ و يكتب باسم مستعار في مجلة / الهدف/ التابعة لها»، رغم أن هذا لا أساس له. ويومها كانت تهمة من هذا النوع، بسبب الخلاف بين «الجبهة» والنظام السوري منذ التدخل السوري في لبنان ومذبحة«مخيم تل الزعتر»، كافية لإرسال المتهم إلى قبو من الصعب أن يخرج منه!).

  هذا على مستوى اختصاصه وسيرته المخابراتية؛ أما على المستوى المعرفي و الثقافي ، فأقل ما يقال فيه إنه أحمق وجاهل، ولا يتجاوز المستوى المعرفي لطنبرجي يبيع المازوت في إحدى الحارات الشعبية، إلا بالنسبة لقطعان الدهماء والرعاع العرب ممن يتابعون تهريجه في السيرك الحيواني الذي يديره تحت اسم «الاتجاه المعاكس».

    يزعم هذا النصّاب الفاجر أنه ليس لآل«الأسد» قرابات دموية في الساحل السوري، «بخلاف أبناء الساحل الآخرين»، وأنه لم تكن لديهم أراض مسجلة بأسمائهم في الساحل...إلخ. ويعتبر هذا «دليلاً» على أنهم «أكراد كاكائيون غرباء، وليسوا عرباً ولا علويين... إلخ». بل ويصل الأمر به إلى اعتبار حتى «علي دوبا» نفسه من «أصول كردية»! وليس هذا ( دون أن يعلن ذلك بالطبع) إلا لأن «علي دوبا» كان سبباً في تجفيف منابع رزقه المخابراتي ، وإن مؤقتاً حتى تقاعده أواخر العام 2000. فقد طلب «دوبا» من «مكتب الأمن القومي» أن يوعز لإدارة المخابرات العامة بأن توقف التعامل معه باعتباره «مخبراً كاذباً ينقل لها الأخبار المفبركة من مقر عمله في دولة قطر،الأمر الذي يتسبب لها وللأجهزة الأمنية والجهات الرسمية الأخرى بالإرباك»! (الوثيقة ذات الصلة منشورة جانباً، وسبق أن نشرتها قبل بضع سنوات).

   لا يعرف هذا الطبل الأجوف، وبخلاف ما يدعيه، أنه لا توجد أية قرابات دموية بين أبناء الساحل العلويين (باستثناء القرابات الضيقة على المستوى العائلي الصغير لكل عائلة منهم). أما ما يجري ذكره عن «عشائر علوية» ، كالحدادين والخياطين ..إلخ، فهو محض شعوذة وتخريف وقع فيه جميع المستشرقين تقريباً، بل وحتى علويون ، مثل «هاشم عثمان» و«محمد أمين غالب الطويل»، حاولوا كتابة تاريخ الطائفة العلوية دون ان تتوفر لديهم أدوات المؤرخ الحقيقي (لا الحكواتي!) وأدوات علم الاجتماع وأسس علم الأديان المقارن (وصلت الحماقة، مثلاً، بـ «الطويل» إلى حد اعتبار «محيي الدين ابن عربي» ... علوياً، وهذا دليل قاطع على أن حماقته وبلاهته لم تسمحا له بالتمييز بين الصوفية السنية والصوفية العلوية!).


   على أي حال، خلال عملي على كتاب «في المسألة العلوية:من علي بن أبي طالب إلى حافظ الأسد»، الذي كان من جملة «دفاتر السجن» التي صادرتها المخابرات العسكرية يوم إطلاق سراحي،اكتشفتُ أنه،وبالمعنى السيوسيولوجي والأنثربولوجي الذي يعرّف القبيلة والعشيرة (clan) على أساس القرابة الدموية، وكما عرّفها «أنجلز» في «أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة»، وكذلك الأميركي «لويس هنري مورغان Lewis Henry Morgan»،أبو علم الأنثروبولوجيا، لا توجد لدى العلويين عشائر أو قبائل على الإطلاق،إذا ما استثنينا القبائل العربية القديمة التي انحدروا منها أصلاً مع آخرين - مسلمين ومسيحيين- منذ ما قبل الإسلام (الغساسنة،قضاعة،لخم، تنوخ، تغلب ... إلخ)(2). فما يقال عن «حدادين» و «خياطين» وغيرهم هو مجرد انتساب إلى ما يشبه «الطرق الصوفية» التي اكتسبت اسماءها من أسماء مؤسسيها المشايخ الذين كان لكل منهم مريدون (مثل «الشيخ علي الخياط» على سبيل المثال)؛ تماماً كما الطرق الصوفية السنية («الشاذلية/نسبة إلى علي بن عبد الله الشاذلي»؛«النقشبندية/ نسبة محمد بهاء الدين نقشبند»؛«الرفاعية/ نسبة إلى أحمد بن علي الرفاعي»، «القادرية/ نسبة إلى عبد القادر الجيلاني» ...إلخ)، أو من أسماء مناطق جاؤوا منها أو انتسبوا إليها. ولأن «فيصل القاسم»  بغل وضحل، كغيره ممن يرددون هذه الخزعبلات، فشل في التمييز بين «القبيلة أو العشيرة» و«الطريقة الصوفية»، وبين «المريدين» و «أفراد القبيلة/العشيرة». وهذا ما وقع به بغل آخر، شهير جداً على الأقل في سوريا والعالم العربي، هو الديبلوماسي والمستشرق الهولندي «نيكولاس فان دام Nikolaos van Dam» صاحب كتاب «الصراع على السلطة في سورية»، وهو أطروحة دكتوراه تقوم كلها على التصنيف العشائري للعلويين لفهم الصراعات داخل السلطة البائدة! وقد أصبح هذا الكتاب بعد ترجمته إلى العربية إنجيل وقرآن المعارضة الإسلامية-التلمودية السورية، الطائفية منها والعلمانية على السواء (3). والمفارقة هي أن أحمق آخر،هو المؤرخ الأميركي- الفلسطيني-الفتحاوي - العرفاتي- الصدّامي «حنا بطاطو»، وقع في هذا الخطأ المعرفي والمنهجي القاتل حين وضع كتابه «فلاحو سوريا: أبناء الوجهاء الريفيين ...»(1999). فقد بنى كتابه كله، كما «فاندام»،على فكرة «الصراع العشائري العلوي» لكي يشرح لقرائه طبيعة النظام السوري وصراعات أجنحته،لأنه لم يسمع بشيء اسمه «الديكتاتورية البونابرتية» والظروف التاريخية الاقتصادية-الاجتماعية لتكونها ونشأتها والمآلات الحتمية التي تنتهي إليها، فكان كتابه مسخرة وفضيحة حقيقية،حتى بالنسبة لمريديه وعشاقه وطلابه (أمثال الدكتور«أسعد أبو خليل»)،بخلاف كتابه الممتاز جداً عن «الطبقات الاجتماعية القديمة في العراق...» (1978) بأجزائه الثلاثة! وهذا ما يرجّح حدسي بأنه وضع كتابه عن سوريا ليكون «دليلَ عملٍ مخابراتياً» يُدرّس لجيل من ضباط وكالة المخابرات الأميركية المهووسين بهكذا «استشراق» أحمق.

   لا تقف تفاهة «فيصل القاسم» وانحطاطه المعرفي عند هذا الحد، بل يصل به إلى حد اعتبار عدم وجود مُلكيات عقارية لدى «آل الأسد» قبل الاستقلال دليلاً على «عدم عروبتهم» وعلى أنهم «أكراد كاكائيون غرباء» ...إلخ!

  لا يعرف هذا المعتوه وأمثاله أن 90 بالمئة على الأقل من سكان الأرياف السورية في ذلك الحين، ومن جميع الطوائف، لم تكن لديهم ملكيات زراعية مسجلة بأسمائهم، وإنما بأسماء ملاك زراعيين يسمونهم «إقطاعيين» ( انتهى الإقطاع في سوريا كـ«نمط إنتاج مهيمن» بعد «الإصلاحات العثمانية» أواسط القرن التاسع عشر، وأصبح هناك «رأسماليون زراعيون»، ولم يبق من علاقات الإنتاج الإقطاعية إلا الجيوب والقشور من الأماكن المعزولة عن السوق وقوانينه. ولكن هذه قضية أخرى ليس هنا مجال الحديث عنها وعن تعليم هؤلاء الحمقى عن الفرق بين الإقطاع والرأسمالية الزراعية).

    وبسبب التركز الكبير جداً للملكيات العقارية الزراعية في أيدي عدد محدود من السكان، الناجم أساساً عن توزيع الأراضي من قبل السلطات العثمانية على محاسبيها وخزمتشيتها من العائلات العميلة لها، لاسيما التركية منها، كان من الطبيعي أن لا يكون لآل الأسد، وتسعة أعشار الفلاحين السوريين الآخرين، ومن الطوائف جميعها، أية ملكيات زراعية مسجلة بأسمائهم. ولم تبدأ هذه العائلات الفلاحية بالحصول على أراض إلا بعد الإصلاح الزراعي في عهد «الوحدة» مع مصر ثم في عهد «البعث»، وإن كان شكلاً إجرامياً من الإصلاح الزراعي ، على الأقل لأنه أبقى «حق الرقبة»(حق التصرف) - في الأعم الأغلب للأراضي الموزعة - في أيدي الدولة، ولم يمنح الفلاحين سوى «حق الانتفاعUtilization ». وهذا ما فتح الباب واسعاً أمام إعادة تشليحهم هذه الأراضي إما بالقوة السافرة (كما فعل «رفعت الأسد» وشبيحته الانكشاريون في منطقة الغاب/ ريف حماة وسهول منطقة جبلة في الساحل السوري) أو بـ «قوة القانون» من خلال محاكم عقارية يهيمن عليها أزلام النظام وعصاباته الأوليغارشية ، ثم من خلال القانون الإجرامي الذي سنه «حافظ الأسد» في العام 1986 لرفع سقف الملكيات الزراعية، والذي كان الغرض منه تمكين الرأسماليين الزراعيين  و/أو ورثتهم (وشركائهم من أوليغارشية النظام، المدنيين والعسكريين) من وضع أيديهم مجدداً على أراضي الإصلاح الزراعي في سياق مصالحاته مع القوى الاقتصادية والاجتماعية التقليدية من داعمي«الأخوان المسلمين» بهدف اكتسابها أو تحييدها. وهو ما قام به «بشار الأسد» أيضاً في العام 2009، فكان أحد أسباب انفجار الغضب الشعبي في العام 2011 ( والذي كان ذا طابع ريفي/ فلاحي أساساً)، قبل أن يركبه الأخوان المسلمون والإسلاميون عموماً ويتحول منذ حزيران / يونيو ذلك العام إلى ثورة جواسيس إسرائيليين وعملاء وهابيين ومرتزقة من كل صنف ولون.

   وباعتبارهذا الأحمق «فيصل القاسم» من «جبل العرب» ،أو «جبل باشان» حسب التسمية العمورية والآرامية، يمكنه العودة إلى تاريخ الفلاحين في محافظته التي شهدت العديد من الانتفاضات الفلاحية ضد العائلات «الدرزية» التي احتكرت الأراضي الزراعية كونها من محاسيب وخزمتشية السلطات العثمانية (قبل أن يتمردوا عليها). وأشهر تلك العائلات عائلة «آل الأطرش» وعائلة «آل حمدان» اللتان ثار الفلاحون «الدروز» أنفسهم ضدهما في مناسبات مختلفة ليس هنا مكان الحديث عنها.

   مع ذلك، وبعيداً عن خرافية أو حقيقة انحدار «آل الأسد» من أصول «كردية كاكائية»، ما المشكلة في أن يكونوا فعلاً من تلك الأصول، أو حتى ... يهوداً أو ملاحدة أو كفاراً وزنادقة !؟ وهل هذه هي مشكلة السوريين معهم!؟ ثم: كم عدد العرب «الأقحاح» الذين توالوا على كرسي الرئاسة السورية منذ ولادة الكيان السوري الحديث في العام 1918(أو في 18 آذار/ مارس 1920)؟ هل يعرف هذا المعتوه وأمثاله أن تسعة أعشار من توالوا على كرسي الرئاسة ، قبل الاستقلال وبعده،لم يكونوا عرباً من حيث أصولهم؟ هل يعرف هؤلاء العنصريون والطائفيون الأوغاد أن أول رئيس لسوريا («صبحي بركات») كان تركياً، وأن من خلفه  على الكرسي(أحمد نامي) كان شركسياً، وأن خليفة هذا الأخير، «تاج الدين الحسني» (وبغض النظر عن بعض الإشارات غير المؤكدة عن «جذوره اليهودية») كان من أصل مغربي،وأن من خلَفه(محمد علي العابد) كان تركياً أيضاً ( وإن تكن ثمة إشارات إلى أنه كردي / أيوبي)، وأن الذي ورث كرسيه(هاشم الأتاسي) كان تركياً، وهو ما ينطبق على الرئيس المؤقت المحترم «خالد العظم»، وعلى «جميل الألشي» («الألجي»، بلفظها التركي الصحيح)، وعلى «عطا الأيوبي» (الملتبس أصله ما بين تركي وكردي) وعلى «شكري القوتلي» (المنحدر من أصول كردية) وعلى «حسني الزعيم» ( من أصول كردية أيضاً) و«أديب الشيشكلي» («الجيجكلي» باللفظ التركي الصحيح) و«فوزي سلو» (من أصول كردية كذلك) والفريق «لؤي الأتاسي» والنبيل فائق الاحترام الدكتور«نور الدين الأتاسي» (كلاهما من أصول تركية)... إلخ.

   بتعبير آخر: ألا يعرف هذا الأحمق الجاهل أن الأغلبية الساحقة (أكثر من 90% ) من الـ 25 أو الـ 26 رئيساً الذين توالوا على كرسي حكم سوريا، منذ «صبحي بركات» حتى «بشار الأسد» لم يكونوا من أصول عربية!

  لكن، وبعيداً عن هذه الحقائق الإحصائية، ماذا يعني أن يشترك سوريون عرب (من حيث أصولهم القومية) و مسلمون سنة (من حيث انتماؤهم الديني) في الترويج لقصة أن «آل الأسد» «أكراد كاكائيون» ينحدرون من «بهرز»؟

   يعني هذا أمراً واحداً وهو أن العرب والمسلمين السنة مشبّعون بالفكر العنصري الحقير الذي لا يختلف في جوهره عن الفكر النازي،وطائفيون إلى درجة من النتانة والقذارة لا تضارعها  في ذلك سوى نتانة العقيدة اليهودية / الصهيونية والعقيدة النازية؛ وأن مشكلتهم مع «بشار الأسد» وأبيه لم تكن في أي يوم من الأيام لأسباب تتصل باللصوصية والقمع وارتكاب الخيانات الوطنية المختلفة، بل لأنهما «علويان» من حيث انتماؤهما الديني، وليس أي شيء آخر، رغم أنهما ليسا علويين إلا إذا كان حذائي علوياً. فالعلوي - قولاً واحداً - هو من ينتسب لـ«علي بن أبي طالب» و«أبي ذر الغفاري» ومنظومتهما الأخلاقية. وبهذا المعني يمكن أن يكون السني والمسيحي والكردي والأرمني وحتى الملحد... علويين! وقد أثبتت التطورات والاصطفافات اللاحقة أن تسعة أعشار من تمردوا على «الأسد» منذ العام 2011 (وقبلهم «الأخوان المسلمون» في السبعينيات والثمانينيات) لم يفعلوا ذلك إلا لأسباب طائفية و/أو ارتباطات خارجية، بدليل أن معظم هؤلاء التحقوا سريعاً بعصابة «الجولاني» لمجرد انه «سني»، رغم علمهم بأنه عميل وجاسوس إسرائيلي - بريطاني، وأنه - بالمعايير «الكمية» - أكثر إجراماً و وحشية وبربرية و لصوصية من «بشار الأسد» وأبيه بما لا يمكن قياسه بأي مقياس أو مكيال، ورغم ارتكابه خلال ستة أشهر وحسب، بالمعايير النسبية، جرائم دموية ومالية وسياسية / خيانية فاقت كل ما ارتكبه «بشار الأسد» خلال ربع قرن من حكمه.

  لكن، وطالما أن الحديث يتعلق بهذا الوضيع القذر «فيصل القاسم» وأمثاله، ما رأيه لو أثبتنا له أنه هو شخصياً ليس من أصول عربية!؟

حديث في الصبغيات والكرموزومات:

  قبل نحو عشر سنوات نشر الصديق العزيز«عيران الحايك Eran Elhaik»، وهو من أصول يهودية عربية تونسية، ويحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، أطروحة الدكتوراه التي تقدم بها إلى جامعة «جون هوبكنز» الأميركية ثم «جامعة شيفيلد» البريطانية في مجال علم الوراثة التركيبي والتطور الجزيئي. وقد توصل إلى النتائج نفسها التي توصل إليها علماء سابقون، في التاريخ والأنثربولوجيا و علم الوراثة، فيما يتعلق بالأصل الخزريChazaria  لليهود الأشكناز، بخلاف اليهود السفارديم الذين يشكل اليهود العرب أغلبيتهم. وهو ما جرّ عليه حملات إعلامية من قبل اللوبيات الصهيونية في وسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية التي اتهمته - كالعادة - بأنه «يهودي كاره نفسَه» ، الأمر الذي اضطره إلى مغادرة بريطانيا و«جامعة شيفيلد» والانتقال إلى جامعة «لوند» السويدية.



 لكن المثير في بحثه هو النتائج التي توصل إليها فيما يتعلق بـ «الدروز». فقد تبين له أنهم، ورغم انحدارهم من قبائل عربية أصيلة، يشتركون في صبغيات أساسية مع سكان منطقة جبلية تمتد شمال شرق تركيا وجنوب غرب أرمينيا، وبشكل خاص مع الأذريين والإيرانيين والأتراك! وحين يعلم المرء أن هذه الطائفة بقيت «مغلقة» قرابة ألف عام ( منذ وفاة «الحاكم بأمر الله») نتيجة للاضطهاد الذي لحق بها، كما بقية الطوائف الإسلامية التي ولدت في ركاب «الثورة الثقافية المعتزلية»،خصوصاً على أيدي عصابات الإسلام اليهودي/التلمودي (المسمى بالإسلام السني)، لاسيما في العهد السلجوقي وما بعد، ولم يدخلها إلا القليل ممن هم من خارج الطائفة، وفي ظروف سياسية استثنائية (كما حصل مع عائلة «جانبولاد/ جنبلاط» الكردية - السنية)، تصبح النتائج التي توصل إليها «عيران» مثيرة جداً، وهو ما عكسته فعلاً وسائل الإعلام و الأكاديميا الغربية حين نُشرت أطروحتُه!

   حين توصل في مختبراته في «شيفيلد» إلى نتائجه التي أدهشته، جاء ليسألني، خصوصاً وأني أتابع بعمق منذ أربعين عاماً كل ما يكتب وينشر حول تاريخ القوميات والأعراق والطوائف اليهودية ولغاتها:«باعتبارك متخصصاً في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لحوض المتوسط خلال العصور الوسطى، لاسيما ظاهرة الرسملة والبلترة في الدولة الفاطمية، كيف بإمكانك أن تحل هذا اللغز المتعلق بالدروز!؟».

   قلت له:الأمر بسيط. أحياناً يكون علم تطبيقي كعلم الوراثة مضطراً للاعتماد حتى على عكاكيز التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا لتفسير بعض نتائجه. ولكي نحل هذا اللغز علينا أن نبحث في التكوينات الاجتماعية/ القبلية والخلفيات القومية التي احتضنت طائفة «الدروز» وكانت بيئتَهم الأولى في القرنين العاشر والحادي عشر، وتنقلاتهم الإرادية والقسرية خلال القرون العشرة الماضية. كما وعلينا أن لا نسقط من حساباتنا حتى تركيب جيش «جوهر الصقلي» (الكرواتي/ البيزنطي الأصل)، ومن أين جاء جنوده، وصولاً إلى إقامة الدولة الفاطمية وتركيبتها المجتمعية المحلية، بما في ذلك المجموعات البشرية التي جاءت مع الإمام «عبيد الله بن حسين المهدي» من المغرب وبقية شمال أفريقيا، وتلك القادمة من الخارج المتوسطي،وحروب الفاطميين في بلاد الشام،وعلاقاتهم التجارية والاجتماعية عبر المتوسط مع الأناضول وآسيا الوسطى وأوربا المتوسطية... إلى آخر ما ليس هنا مقام عرضه.  وهكذا يمكنك أن تفهم، مثلاً، من أين جاءت الصبغيات التي تنقل لون العيون الزرقاء التي تنتشر في أوساط «الدروز»، والبشرة البيضاء «الاسكندنافية»و «الأنكلوسكسونية»المُعْرَوْرقة/المَشوبة باللون الزهري الفاتح في كثير من الأحيان، وجمال نسائهم اللواتي يجمعن ما بين الجمال العربي أو المشرقي التقليدي والكثير من ملامح نساء الساحل الشمالي للمتوسط ...إلخ. والأهم من هذا كله (وهذا موجه لقارىء هذه الأسطر وليس لـ «عيران الحايك»)، يمكنك أن تفهم هذا «التشابه»العجيب... بين «فيصل القاسم»، وحده من بين «الدروز» جميعاً، و بين كلب الحراسة الأطلسي -الإسرائيلي «رجب طيب أردوغان»!

   ينطبق هذا أيضاً، وإلى حد كبير، على أبناء الساحل الشامي، من لواء اسكندرون المحتل شمالاً إلى قطاع غزة جنوباً، أو ما يسمى «خط القلاع الصليبية». فخلال فترة الاحتلال الأوربي (الصليبي) التي دامت قرابة مئتي عام (أو ثمانية أجيال، إذا اعتبرنا الجيل الواحد 25 عاماً)، حصلت زيجات واختلاطات واسعة النطاق بين المحتلين وأبناء المنطقة، فضلاً عن بقاء أعداد كبيرة من الأوربيين / «الصليبيين» في المنطقة بعد دحر الغزاة،واندماجهم مع أبناء المنطقة. وهذا ما يفسر وجود الكثير من الكروموزومات المشتركة مع الألمان والفرنسيين والإيطاليين الشماليين (التوسكانيين) وغيرهم (كان معظم الغزاة في جيوش الحملات الصليبية من خلفية جرمانية وتوسكانية وغاليّة /بلاد الغال الفرنسية)، وبالتالي الكثير من الملامح الأوربية لأبناء الشريط  الساحلي الشامي من مختلف الطوائف. ذلك رغم أن أبناء الشريط الساحلي الشامي،بمن فيهم يهود فلسطين القدامى، ينحدرون من أرومات واحدة. فالكثير من يهود فلسطين القدامى، بمن في ذلك مؤسسو الدولة الحشمونية/ الحشمونائية اليهودية،كانوا عرباً أقحاحاً(أنباطاً ويطوريين وقيداريين/ حجازيين) جرى تهويدهم بحد السيف،كما يخبرنا المؤرخ والقائد العسكري الروماني/ اليهودي «يوسيفوس فلافيوس Josephus Flavius»: «يوسف الفلافي Flaviate » ، الذي شارك هو شخصياً في تهويدهم بحد السيف خلال حروبه في فلسطين خلال القرن الأول الميلادي، لاسيما «الجليل الأعلى». (أعماله متوفرة «أونلاين» في ترجمتين بالإنكليزية عن لغتها الأصلية الآرامية و/أو اليونانية، طبعتها الأولى نشرتها «جامعة أدنبرة» والثانية «دار بيرل» للنشر الأكاديمي، فضلاً عن الترجمة التي أنجزها «وليم ويستون» مطلع القرن الثامن عشر ونشرتها «جامعة شيكاغو» لاحقاً).

هل النبي «محمد» عربي فعلاً؟

  ماذا أيضاً بالنسبة للمسلمين السنة التلموديين الذين يروّجون لحكاية الأصول «الكردية الكاكائية» لآل «الأسد»؟ وما رأيهم لو قلنا لهم إن نبيهم نفسه ليس - وفق معاييرهم الغبية والعنصرية -عربياً؟

   من المعلوم أن المسلمين جميعاً، لاسيما السنة منهم، يعتبرون اليهودَ «عرقاً» أو «شعباً غير عربي»، ولا يستطيع أي أبله أو أحمق منهم أن يتصور، مجرد تصور، أن اليهود الأصليين عرب أقحاح يمكن اعتبارهم «فرعاً أو فخذاً من القيداريين»، وأن باقي اليهود ينتمون إلى ما لا يقل عن أربعين قومية و/أو عرقاً، بما في ذلك العرق الأصفر . وربما سيصابون بالصدمة إذا ما علموا بوجود ثلاث فئات/ مجتمعات يهودية صينية تُعرف باسم «الكايفينغ Kaifeng» و«الشيناي Chennai» و «الكوشينCochin». وهم، أي المسلمون والعرب الآخرون، يشتركون في ذلك مع المؤمنين بالشريعة اليهودية. وبناء على تصوراتهم الغبية، يمكن اعتبار نبيهم «محمد» نفسه غير عربي، أو على الأقل «نصف عربي». فهو يهودي من ناحية أمه «آمنة بنت وهب النجارية» التي تنتمي إلى قبيلة «بني النجار» اليهودية اليثربية، وكذلك جدته العليا «سلمى بنت عمرو النجارية» ، زوجة جده «هاشم بن عبد مناف»، التي كانت يهودية أيضاً!


 في الحقيقة كان «محمد» أول من وعى حقيقة أنه يهودي من جهة أمه ،الأمر الذي دفعه إلى الهجرة إلى «يثرب» للتحالف مع أخواله اليهود بعد 11 عاماً من التبشير بعقيدته في«مكة» المتسامحة دينياً، وليس هرباً من الاضطهاد الديني المزعوم من قبل «قريش» و«الملأ المكي»، اللذين كانا يعترفان بالتعددية الدينية ولا يضطهدان أحداً بسبب انتمائه الديني، وإنما لأسباب سياسية. ولعل أقوى دليل على ذلك وجود  التبشير«النصراني» الحر في مكة من قبل العديد من الكهنة،لعل أشهرهم«ورقة بن نوفل» و «قس بن ساعدة الإيادي»، أسقف «كعبة نجران»، الذي كان يأتي إلى مكة في مواسم الحج العربي ويمارس نشاطه الديني والأدبي. وفي مكة تعرف عليه «محمد» حين كان في الثلاثين من عمره وكان لا يزال «حنيفياً / نصرانياً» على مذهب عمه «أبو طالب». وفي «الكعبة» نفسها كان القريشيون يضعون رموزاً دينية لجميع المعتقدات التي كانت موجودة آنذاك (الوثنية منها والأرواحية والتوحيدية) وعلى رأسها «النصرانية» التي كانت تمثلها «أيقونة مريم وابنها» في جوف الكعبة، كما تعترف كتب الفقهاء والإخباريين المسلمين أنفسهم (4).

   تحول «محمد» من «الحنيفية النصرانية» إلى اليهودية في يثرب يفسر، مثلاً، أن تسعة أعشار أفكار وشرائع «السُّور المكية» في القرآن، بما في ذلك الصلاة لفترة من الزمن نحو«القبلة اليهودية/ بيت هامقداش בית המקדש/ بيت المقدس/الهيكل الثاني»، هي مجرد إعادة إنتاج للشريعة اليهودية، بينما السُّور المكية «نصرانية» المبنى والمعنى. وهذا ما يفسر أن السور القرآنية «المدنية» أصبحت ـ إذا استثنينا كتب الشريعة اليهودية، لاسيما «الهاجاداه،المشناه،الجمارا»- أكبر مكب للنفايات والقاذروات اليهودية/ التلمودية،العنصرية والإرهابية،التي تحتقر الآخر وتكفره وتدعو إلى قتله وقطع يديه ورجليه والتمثيل به! وكان خلاف«محمد» مع أخواله يهود «يثرب» هو لمجرد رفضهم الاعتراف به كنبي من أنبياء وملوك بني إسرائيل، على غرار  يعقوب وموسى ويوسف وهارون ويشوع ...إلخ، ورفضهم تمويل حربه ضد شركائهم الاقتصاديين والماليين في مكة(«قريش» و «الملأ المكي»). واللافت أن «الأمويين» كانوا واعين تماماً أنهم «يهود» تلموديون من حيث انتماؤهم الديني حين نقلوا كعبة مكة/ القبلة إلى «إيلياء» مرة أخرى، ولمدة ثماني سنوات متواصلة كانوا يحجون إليها سنويا ويمارسون حولها جميع طقوس الحج من طواف ونحر وإحرام ..إلخ، وسكّوا الشمعدان اليهودي الخماسي والسباعي (المينورا) على عملتهم النقدية الرسمية التي حملت على وجهها الآخر عبارة «محمد رسول الله»! أما الهاشميون فأعادوا إنتاج «الإسلام المكي» المشبع بالقيم والأخلاق النصرانية التي جاء بها «يسوع المسيح»!

   خلاصة: إذا كان تسعة أعشار رؤساء دولتكم ليسوا عرباً من حيث أصولهم، ونبيكم نفسه - بمعاييركم الغبية أنتم - ليس عربياً أوعلى الأقل «نصف عربي»، وجَمَع في كتابه «القرآن» قاذورات التلمود العنصري وعقائده التكفيرية الإرهابية كلها، كما سيفعل الفقهاء والإخباريون السنة لاحقاً، فما المشكلة إذا كان «بشار الأسد» كردياً  أو يدين بالكاكائية، بافتراض صحة الرواية!؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش:

(1)ـ كان «القاسم» يعمل مخبراً لصالح العقيد «تركي حامد علم الدين» ،رئيس قسم التحقيق في «الفرع 251»( الفرع الداخلي) في إدارة المخابرات العامة، المسؤول عن الجامعات والحكومة والوزرات وجميع مؤسسات القطاع العام. ويومها كان «علم الدين» هو من تدخل لإرساله في بعثة دراسية، وفي تعيينه معيداً في الجامعة قبل ذلك، دون أن يكون له أي حق (من حيث مستواه الدراسي في الجامعة) قياساً بزملاء له كان لهم الأولوية في المعيدية والإيفاد على حد سواء. وبعد وصوله إلى بريطانيا انتقلت علاقته الأمنية ، المأجورة مالياً، إلى «الفرع 279 »(الفرع الخارجي) و «الفرع 300» (فرع مكافحة التجسس)، يوم كان يترأس هذا الأخير صديقه العتيق، المجرم منتحل صفة الدكتور «بهجت سليمان»، الذي قتل طالب دكتوراه من الحزب الشيوعي اللبناني في رومانيا وسرق أطروحته ونسبها لنفسه، يوم كان ضابطاً برتبة رائد في «سرايا الدفاع» في لبنان . وفيما بعد أدخل علماء آثار إسرائيليين إلى سوريا بالتعاون مع «عمرو العظم»، وساعدهم على تهريب كميات كبيرة من آثار «قطنة» و«إيبلا» إلى مختبر جامعة «بار إيلان» الإسرائيلية. وهذه القضية الأخيرة لم أنشر عنها حتى الآن أي وثيقة رسمية ، رغم توفرها. وفي هذه القضية حاول «بهجت سليمان» و «عمرو العظم» تلبيس التهمة ، كما يحصل عادة، لعالم الآثار السوري المحترم الدكتور «ميشيل أنطون مقدسي»، مدير التنقيب والدراسات سابقاً في مديرية الآثار والمتاحف. أما فيما يتعلق بعمالة «فيصل القاسم» للمخابرات العامة، مقابل جعالات مالية، وفق التعبير الرسمي، فقد نشرتُ وثيقتين فقط، وهناك الكثير غيرهما!  ولكنه لزم الصمت ( رغم أنه موجود على هذه الصفحة بناء على طلبه، وقد تركته دون «بلوك» لسبب خاص. وأتحداه بقفا حذائي أن ينكر، لكي ننشر له بقية الوثائق!).

(2) ـ عالجت هذه القضية قبل 35 عاماً في بحثي «جبال النزاريين، لا النصارى ولا النصيريين: تحقيق تاريخي في دلالة الفهم الاستشراقي الأحمق لمصطلح Nazerinorum الذي أطلقه بليني الأكبر (في القرن الأول الميلادي) على الجبال الساحلية السورية» :

-         - Nizar Nayouf: The Mountains of the Nizaris, Neither of the Nazarenes nor of the Nuṣayriyah - A historical investigation on the foolish Orientalist understanding of Pliny’s «The Syrian coastal mountains of Nazerinorum» (cahiers of the Levant, Sept.1991(.

(3) ـ  كان «فاندام» «صديقاً» على صفحتي[التي أغلقتها شركة ميتا / فيسبوك في آب / أغسطس الماضي] . وأذكر أني كتبت له رسالة (يوم كان لا يزال سفيراً لبلاده في أندونيسيا في العام 2011) قلت له فيها ما حرفيته، ولكن بالإنكليزية، وبلغة سوقية شوارعية لا يستحق سواها هو وأمثاله (أعتذر عن إيرادها بحرفيتها) : «لو كنتُ عضواً في لجنة التحكيم التي منحتك الدكتوراه على هذا الهراء والخراء، لكنت خلعت بنطالي ومسحت طيزي بأطروحتك أمام الحضور جميعا وطردتك من الجامعة حتى تحضر ولي أمرك، لسبب بسيط هو أنك حمار لا تعرف ألف باء علم الأنثروبولوجيا الذي يعرّف العشيرة والقبيلة Clan, Trible باعتبارهما تكوينين اجتماعيين يقومان على قرابة الدم. وهذا غير موجود عند العلويين»!

(4 ) ـ لم توجد المسيحية التي نعرفها اليوم (بمذاهبها كلها) إلا مطلع القرن الرابع، بعد تبني الدولة الرومانية للمسيحية كعقيدة رسمية.أما ما كان موجوداً قبلها فهو«النصرانية العربية» التي جاء أسمها من «يسوع الناصري» الذي يعني «يسوع المنذر/ النذير/ الذي ينذر»، وليست نسبة إلى مدينة «الناصرة» التي لم توجد إلا بعد ثلاثة قرون من صلب المسيح! واعتباراً من أواسط القرن الثاني لم يبق عملياً أحد من أتباعه في كنيسة إيلياء (القدس المزعومة). فقد فروا إلى شرقي نهر الأردن وحوران والعراق و الحجاز نتيجة للاضطهاد اليهودي والروماني ثم المسيحي الرسمي. والأحناف العرب في الحجاز هم أنفسهم النصارى الهاربون من فلسطين. وكانوا موحدين، ويعتبرون المسيح نبياً وليس إلهاً، ولا يؤمنون بالتثليث، الذي هو عقيدة غير مسيحية/ غير يسوعية أصلاً.