Sunday, 19 October 2025

 من مستعمرة «دغانيا» إلى قناة « I24» الإسرائيلية

التاريخ المجهول للوزير اللبناني «مروان حمادة» بوثائق تنشر للمرة الأولى

في العام 2006 ادعى الوزير اللبناني «مروان حمادة» على «نزار» وطلب إحضاره عن طريق «شعبة الإنتربول» الفرنسية بسبب تقرير نشره عن تورطه في تحويل معلومات إلى الإسرائيليين أدت إلى محاولة اغتيال «نصر الله» و ارتكاب مجزرة مهولة في «مجمع الحسن» في «الضاحية الجنوبية» لبيروت.

يومها، ولولا  صديقه ومحاميه الفرنسي « وليام بوردون»، كان «نزار» على وشك الذهاب برجليه إلى مقتله أو اختفائه في بيروت ربما إلى الأبد!

أدناه خلاصة من مجموعة تقارير و «بوستات» كتبها في أوقات سابقة، ولكنه لم ينشرها، وبينها وثائق ألمانية شرقية ذات صلة. 

يرجى الضغط على الروابط والصور من أجل تصفح واضح وبالحجم الحقيقي. 

(فيكتوريا) 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل يومين، لم يتردد الوزير والنائب اللبناني «مروان حمادة» في الظهور على القناة الإسرائيلية الناطقة بالفرنسية « I24». وقد مر الأمر مرور الكرام في لبنان، رغم التبعات القانونية والمعاني السياسية الخطيرة و الفاجرة لما قام به. وباستثناء عدد من اللبنانيين الذين بقي فيهم شيء من خجل وكرامة، لم يحظ الرجل سوى بالتصفيق، لأنه «يمهد الطريق إلى التطبيع علناً» و إلى تشريع ممارسة الدعارة السياسية وسط الشارع وعلى رؤوس الأشهاد دون الخشية من أي عقاب!

ــــــــــــــــــــــــ

   عند حوالي الساعة 2.30  عصر يوم 13 آب / أغسطس 2006، أي اليوم الأخير من حرب تموز وقبل دخول قرار وقف إطلاق النار ، رقم 1701، حيز التنفيذ عند الثامنة صباح اليوم التالي، شن الطيران الإسرائيلي أعنف غارة له خلال تلك الحرب التي استمرت 33 يوماً.

   استهدفت الغارة «مجمع الإمام الحسن» في «الضاحية الجنوبية» لبيروت، وأطلق الطيران الإسرائيلي خلالها 34 صاروخاً «ذكياً» خارقاً للأنفاق خلال أقل من دقيقتين. وكانت الغارة تشبه تلك التي ستحصل بعد حوالي عشرين عاماً ( 27 أيلول 2024) حين ألقت الطائرات الإسرائيلية 83 طناً من الصواريخ الخارقة للأنفاق في عملية إسرائيلية – أميركية لاغتيال «نصر الله» نجحت فيها هذه المرة بفضل التعاون الأمني  السوري مع الأميركيين و/أو الإسرائيليين( راجع هنا تقريراً وثائقياً خاصاً بذلك).

   أسفرت الغارة يومها عن سحق ثمانية مباني/ أبراج ، كلياً أو جزئياً،كما تسحق مطرقة معدنية قطعة من البسكويت، واستشهاد العشرات من الأبرياء المدنيين. وكانت المباني تضم حوالي 250 وحدة سكنية / شقة.


  بعد وقوع الغارة على «مجمع الإمام الحسن» ببضع ساعات، تلقيت رسالة بالبريد الإلكتروني من صديق/ صديقة «إسرائيلي/إسرائيلية» (صورة عن مراسلة بينه/بينها وشخص آخر له صفة رسمية) تفيد بأن الغارة على «مجمع الإمام الحسن» كانت بسبب معلومات قدمها وزير الاتصالات اللبناني «مروان حمادة» إلى صديقه السفير الأميركي في بيروت «جيفري فيلتمان»، والذي حولها بدوره إلى إسرائيل في الحال. وكان محتوى الرسالة الإلكترونية التي تلقيتها يستند إلى معلومات إسرائيلية متداولة بين موظفين إسرائيليين رسميين عن الدور الذي لعبه«حمادة» في شن الغارة.

   كانت معلومات «حمادة»، وفق رسالة الصديق «الإسرائيلي»، تفيد بأن «نصر الله» يعقد اجتماعاً مع قادته العسكريين في أنفاق تقع تحت «المجمع»، وأن القادة اتخذوا قراراً بإرسال مقاتلين من وحدات النخبة ورماة الصواريخ المضادة للدروع إلى جنوب نهر الليطاني قبل دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ، والذي يمنع تواجد مسلح لـ «حزب الله» جنوب النهر.

 بعد أن نشرتُ التقرير على موقعنا الإخباري  SyriaTruth، سارع  الوزير «مروان حمادة» إلى رفع دعوى قضائية ضدي عبر المدعي العام التمييزي اللبناني، القاضي«سعيد ميرزا». وقد وصلتني عبر «شعبة الإنتربول» والتعاون الدولي في الشرطة القضائية الفرنسية بتاريخ 14 أيلول / سبتمبر 2006. وكان التبليغ يقول بـ«وجوب المثول عند التاسعة من صباح يوم 27 أيلول / سبتمبر 2006 أمام القضاء في القصر العدلي في بيروت،بسبب الدعوى المرفوعة ضدك من وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة بتهمة التحريض على القتل و التشهير». لكن، وقبل أن أذهب إلى قسم الشرطة في «بريفكتور أنتوني» الذي كنا نتبع له إداريا، برفقة الصحفية اللبنانية «ميرنا الجمّال» (كانت يومها طالبة دكتوراه في القانون الدولي المتعلق باقتسام مياه الأنهار الدولية المشتركة،وهي تعمل اليوم في قناة«فرانس 24 العربية»)، وهي صديقتي وصديقة زوجتي، وكانت تساعدني في القيام بالتزاماتي الإدارية وغيرها خارج المنزل خلال غياب زوجتي الناجم عن سفرها المتواصل وظروف عملها يومها مع الأمم المتحدة، اتصلتُ مع الصديق «وليم بوردون» ( وهو محاميّ الشخصي منذ وكالته عني في مواجهتي القضائية مع «رفعت الأسد» في العام 2002) لأستشيره في الأمر، فقال لي «إياك أن تذهب إلى لبنان. جماعة الحريري والسنيورة وجنبلاط يسيطرون الآن على الحكومة والأجهزة الأمنية والقضاء وكل شيء. والعالم كله معهم منذ اغتيال الحريري. وهذا على الأرجح فخ لك لاختطافك وإخفائك إلى الأبد. ولولا ذلك لكان الوزير حمادة ، وهو مواطن فرنسي، رفع هذه الدعوى ضدك أمام القضاء هنا في باريس، حيث تقيم أنت وحيث وقعت جريمة التحريض والتشهير المزعومة...إلخ». 

كان معه الحق كله في نصيحته، و كان أكثر يقظة وانتباهاً مني، خصوصاً وأن الحكومة العصابة التي استولت على السلطة بعد اغتيال «الحريري»، فيما يشبه انقلاب عسكري، برئاسة اللص الخسيس «فؤاد السنيورة»، أقدمت على اعقال قادة الأجهزة كلها (الضباط الأربعة) بتهمة التآمر لتنفيذ عملية الاغتيال، و وضعتهم في زنازين انفرادية، مع حملة تشهير إقليمية ودولية واسعة النطاق طالت حتى عائلاتهم، قبل أن تبرئهم محكمة دولية ، بعد أربع سنوات من الاعتقال،من التهم الحقيرة التي وجهت لهم. وفي ذلك الحين، كانت الهستيريا الإعلامية والأمنية وحملات تجنيد شهود الزور، من لبنان ومن أنحاء العالم، بمساهمة«مروان حمادة» نفسه، تجتاح لبنان بحيث يمكن أي شخص أن يخسر حياته،أو على الأقل أن يذهب إلى «سجن رومية» أو «سجن الريحانية» سنوات طويلة دون سؤال أو جواب ( كما في سوريا)!

  على أي حال،بناء على نصيحته وتنبيهه، رفضت تلبية الاستدعاء. ويومها كتبتُ على ورقة تبليغ شعبة الإنتربول الفرنسية «لا أستطيع الحضور إلى لبنان لأسباب أمنية». ( كتبت الصديقة «ميرنا الجمال» العبارة بخط يدها كما أمليتها عليها،و وقعت هي عليها كشاهدة، بناء على طلب الضابط الفرنسي، بعد أن وقعت عليها أنا. صورة عن الوثيقة مرفقة جانباً ، وقد طمستُ توقيعها وتوقيعي جزئياً، لكي لا يُستخدم أي منهما من قبل أحد الأوغاد).  وفي تصريحات إعلامية لاحقة لوكالة الصحافة الفرنسية،على خلفية القضية، تحديت الوزير «حمادة» أن يرفع الدعوى ضدي أمام القضاء الفرنسي. لكنه لم يفعل. ولا زلت أنتظر منه القيام بذلك منذ  قرابة عشرين عاماً!

  سبب رفضه مواجهتي أمام القضاء الفرنسي أو أي قضاء أوربي آخرهو ، على الأرجح، معرفته ( من خلال ما كنت أنشره عنه وعن غيره وعن قضايا سورية- لبنانية من معلومات لا يعرفها أحد غير أصحاب العلاقة) بأني أملك وثائق نادرة عنه وعن غيره. فهو يعرف أني ، وبخلاف عالم الدعارة والتعريص الإعلامي المستشري منذ ولادة ما يسمى الإعلام الإلكتروني، لا أنشر حرفاً واحداً إلا إذا كان لدي وثيقة أو أكثر تثبت ما أقوله، أو مصدران على الأقل لا يعرفان بعضهما البعض.  وإذا كان هذا ما منعه من ملاحقتي قضائياً في فرنسا أو دولة أوربية أخرى،، فقد كان حدسه مصيباً مئة بالمئة.

***

   في العام 2002 ، وحين كان الصديق الراحل «ماركوس فولف»، مؤسس ومدير المخابرات الخارجية في ألمانيا الديمقراطية السابقة، بدأ يزودني بوثائق من أرشيفه الشخصي لتحرير مذكراته عن العالم العربي (1)، لفتت انتباهي مجموعة وثائق تتعلق بلبنان. اثنتان منها تعودان إلى العام 1982، قبيل وخلال الغزو الإسرائيلي. ويومها كان «مروان حمادة» وزيراً للسياحة في حكومة «شفيق الوزان».


   تشير إحدى الوثيقتين ( وهي «تقرير معلومات» يحمل الرقم  133 وتاريخ  10 أيار/مايو 1982، مرسل من سفير ألمانيا الديمقراطية في بيروت « برونو سيدلاتشيك» إلى وزير خارجية بلاده «أوسكار فيشر»، بناء على اجتماعه مع الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني «جورج حاوي»، إلى أن والدة «مروان حمادة» إسرائيلية من أصل فرنسي، ولدت وعاشت في مستعمرة «دغانياדגניה'» (قرب بحيرة طبريا) ومستعمرة «نتانيا» على الساحل الفلسطيني، لكنها عادت مع عائلتها إلى فرنسا بعد قيام  حكومة «الجبهة الشعبية» في العام 1936، التي كان أحد أقربائها «جان زيJean Zay» وزيراً للتعليم في هذه الحكومة (أعدمته «حكومة فيشي» الفاشية لاحقاً، في العام 1944، بالتعاون مع قوات الاحتلال النازية، كونه «يهودياً» رفض الخدمة في جيش «حكومة فيشي»).  ويومها تشجع الآلاف من يهود فلسطين (قبل قيام دولة إسرائيل) في العودة إلى فرنسا بعد زوال الخطر اليميني العنصري المعادي لهم، وإن مؤقتاً. كما وتشير الوثيقة إلى أنه جرى تغيير اسم وديانة والدة «مروان حمادة» ، «مارغريت»، حين زواجها من والده الديبلوماسي «محمد علي حمادة» ، الذي كان قنصلاً في السفارة اللبنانية في فرنسا ، قبل أن يصبح مديراً عاماً لوزارة الخارجية بعد استقلال لبنان، ثم مستشاراً قانونياً للوفد اللبناني خلال مفاوضات «الهدنة» مع إسرائيل في العام 1949. وعلى هذا الصعيد، تشير الوثيقة إلى أن «محمد علي حمادة» جرى تجنيده من قبل المستشار الأمني للوفد الإسرائيلي «رؤوفين شيلواه»، مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي «دافيد بن غوريون» آنذاك، والذي كان مستشاراً لوفد دولته اللقيطة حديثة الولادة. وكان «رؤوفين شيلواه» يشرف يومها أيضاً على تأسيس ما أصبح يعرف لاحقاً بـ «الموساد» و «المخابرات العسكرية/ أمان». وقد أصبح أول رئيس لجهاز «الموساد» خلال الفترة 1949-1953 ( في وثيقة أخرى، تتعلق بمصر، ثمة معلومات عن أنه كان صديقاً للبكباشي «جمال عبد الناصر» منذ التقيا وتعارفا خلال مفاوضات الهدنة المصرية - الإسرائيلية في ذلك الوقت في «جزيرة رودوس» اليونانية ..إلخ). (الترجمة الكاملة للوثيقة أدناه).



  

   بالتأكيد ليس أمراً مشيناً أو مدعاة للخجل أن يكون المرء يهودياً أو أمه أو زوجته..إلخ. فأنا شخصياً كنت أعيش (بطريقة المساكنة) مع الصيدلانية الشيوعية الدمشقية  الباسلة «سارة شالوح - همداني» في العام 1988. وكانت بالمعنى العملي بمثابة «زوجتي». ويومها قمنا معاً بأعمال وطنية بطولية، وإن كانت أعمالاً صبيانية ومراهقة ومجنونة. فقد وصل بنا الأمر إلى حد محاولة زرع أجهزة تنصت في منزل الحاخام «ابراهيم حمرا» لمعرفة أسرار وتفاصيل وخفايا عملية تهريب آلاف المواطنين اليهود السوريين والمخطوطات الدينية اليهودية السورية (لاسيما منها مخطوطة «تيجان دمشق»)إلى الخارج.وكانت العملية قائمة يومها على قدم وساق بالتعاون بين «حمرا» وزوجته (خالة «سارة»!!) وعميلة للموساد تدعى «جوديت فيلد كار»، ومع عدد من كبار ضباط مخابرات النظام، لقاء عمولات مالية بلغت 70 مليون دولار ( سننشر ملفات القضية ، من أرشيف أجهزة المخابرات السورية،وللمرة الأولى،في وقت لاحق).وكنت أنا من كشف للمرة الأولى علاقتي مع «سارة» في مقابلة مع الصحفي المعروف«علي الأتاسي»(ابن الرئيس الراحل فائق الاحترام ، الدكتور «نور الدين الأتاسي»)، الذي نشرها في ملحق «النهار» اللبنانية ( 21 تموز / يوليو 2001) بعد خروجي من السجن مباشرة (الصفحة الأولى منها منشورة جانباً). وقبل تلك المقابلة ببضعة أسابيع تحدثت عن ذلك بالصوت والصورة في تسجيل مصور حين جمعنا الصحفي نفسه،أنا و«رياض الترك»، في منزل ابنة هذا الأخير في إحدى ضواحي دمشق لإعداد فيلمه الوثائقي «ابن العم»). ولولا ذلك لما كان أحد علم بقصتي مع «سارة».  

   بتعبير آخر، المشكلة ليست في أن تكون يهودياً أو ابن يهودية، ولكن في أن تخفي الأمر(خجلاً أو لغايات خبيثة إن كنت مشبوهاً)، بل وتعمد إلى تلفيق شهادات زواج أو ميلاد لإخفاء ذلك، كما فعل «محمد علي حمادة» و/أو عائلته، وكما فعل«عبد الرؤوف الكسم» (رئيس أعلى سلطة أمنية في سوريا/ مكتب الأمن القومي!)، الذي لم تكن زوجته يهودية عربية و/أو سورية، ولا سويسرية فقط، بل وإسرائيلية أيضاً، رغم أن القانون السوري يمنع زواج موظف الدرجة الأولى وما فوق من أي امرأة أجنبية، حتى وإن كانت مسلمة (ولا تعتبر العربية أجنبية،مهما كانت ديانتها وعرقها،في القانون السوري)!!وكنت كشفت قصة «الكسم» مراراً منذ العام 1990،لكن دون نشر وثيقة عن ذلك، لأنها لم تكن متوفرة لدي . لكن هذا ما سنفعله قريباً أيضاً.

   على أي حال، في وثيقة ثانية أرسلها سفير ألمانيا الديمقراطية في بيروت «برونو سيدلاتشيك» إلى وزير خارجية بلاده أيضاً، بتاريخ 27 حزيران / يونيو 1982 ( خلال الغزو الإسرائيلي) ، معلومات عن أن الوزير «مروان حمادة» يتولى - بتكليف من «وليد جنبلاط» - إجراء مفاوضات سرية مع الأميركيين والإسرائيليين لإخراج قوات «منظمة التحرير الفلسطينية» من لبنان، و «يتحرك مع رئيس القسم السياسي في السفارة الأميركية في بيروت،رايان كروكر، ومعهما ضابط إسرائيلي، عبر الحواجز الإسرائيلية في (بيروت و «جبل لبنان») بموجب إذن خاص من آرييل شارون...إلخ » ( الترجمة الكاملة للوثيقة أدناه).

  لهذا ليس أمراً مفاجئاً أن تنتهي حكاية «مروان حمادة» بإجراء مقابلة مع القناة الإسرائيلية. فالطريق الذي يبدأ في «دغانيا» أو «نتانيا»، وبتغيير ديانة الأم وجنسيتها وإخفائهما لأسباب خبيثة، و بالتجول في بيروت وجبل لبنان عبر الحواجز الإسرائيلية بإذن خاص من «آرييل شارون»، لا يمكن أن ينتهي إلا إلى شتم «حسن نصر الله»، أعظم وأنبل وأصدق من قاتل إسرائيل، إذا استثنينا حبيبنا الأبدي «جورج حبش» و رفيقه الحبيب الآخر «وديع حداد»، وإلى تسريب المعلومات عن اجتماعاته السرية خلال حرب طاحنة، واقتراف التعريص السياسي على الشاشات الإسرائيلية.... «من تحت قبة البرلمان اللبناني» / إحدى مواخير السياسة اللبنانية وبيوت دعارتها الأبدية، ثم - أخيراً وليس آخراً- إلى...الإشادة بزميله في المهنة « أبو محمد الجولاني» رغم أنه يذبح ويحاصر أهله الدروز في السويداء!

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ـ يتضمن الأرشيف الشخصي لـ «ماركوس فولف» أيضاً مجموعة وثائق نادرة هي جزء من أرشيف المخابرات السورية منذ الاستقلال (حين كان اسمها «المكتب الثاني»)، كان سلمها له العقيد «عبد الكريم الجندي» (قبل انتحاره ربيع العام 1969)  على دفعات، يوم كان «فولف» ورفاقه يشرفون على تأسيس «مكتب الأمن القومي» تنظيمياً في سوريا. ولولا ذلك لاختفت إلى الأبد، لأن المعنيين في النظام اللاحق كانوا سيتلفونها حتماً، كما حاول «الكسم» أن يفعل بملفه الخاص حين عين نسيبه اللواء «محمد بشير النجار» مديراً لإدارة المخابرات العامة في العام 1994  من أجل القيام بهذه المهمة، وكما فعل «خدام» (بعد انقلاب «الأسد» في العام 1970) بملفه المتعلق بتاريخه الخاص مع المخابرات البريطانية مطلع الخمسينيات!!

 

ترجمة الوثيقة الأولى (ترجمة غير رسمية) :



 

سفارة جمهورية ألمانيا الديمقرطية في الجمهورية اللبنانية

التاريخ:بيروت ، 10 أيار / مايو1982

الرقم :133 /1982 .


تقرير معلومات

إلى الرفيق أوسكار فيشر [ وزير الخارجية]


التقيتُ اليوم لمدة ساعة مع الرفيق جورج حاوي، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني. خلال الاجتماع، أعرب عن خشيته من أن الإسرائيليين يُعِدّون لعدوان واسع النطاق على لبنان في الأسابيع المقبلة، وقد يَختلقون حادثًا أمنيًا ضد المصالح الإسرائيلية لتبرير هكذا عدوان. لم يكتفِ الرفيق حاوي بتحليل التطورات السياسية في المنطقة لتبرير قلقه، بل استند أيضًا إلى معلومات خاصة مصدرها العقيد جوني عبدو، مدير مخابرات الجيش اللبناني(المرتبط ارتباطًا وثيقًا بأجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية


 

والإسرائيلية)، وكذلك وزير السياحة اللبناني مروان حمادة، العضو في الحزب التقدمي الاشتراكي ذي الأغلبية الدرزية. كما لفت انتباهنا إلى مقابلة أجرتها صحيفة معاريف الإسرائيلية مع رئيس الأركان السابق مردخاي غور في 18 نيسان/ أبريل. في المقابلة، كشف غور أن قادة الليكود، وخاصة وزير الدفاع آرييل شارون، يناقشون ضرورة سحق منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان من أجل إقامة دولة مسيحية هناك. ووفقًا للرفيق حاوي، فإن المعلومات الواردة من العقيد جوني عبدو وكذلك معلومات الوزير مروان حمادة جديرة بالملاحظة. عندما سألته عن مدى مصداقية وزير سياحة وصحفي سابق [مروان حمادة]، أكد أن معلوماته قد تكون أدق من معلومات العقيد عبدو، لأن له علاقات وثيقة بأخواله الإسرائيليين، ويلتقيهم سرًا في باريس بموافقة زعيم حزبه، وليد جنبلاط. وعندما سألته عما يعنيه بـ "أخواله الإسرائيليين"، قال لي: "أمه الفرنسية إسرائيلية أيضًا. وُلدت في فلسطين في مستعمرة دغانيا باسم مارغريت، وعادت إلى فرنسا بعد تشكيل حكومة الجبهة الشعبية عام ١٩٣٦، والتي كان أحد أقاربها (جان زي) وزيرًا للتربية فيها".وعندما تزوجت من الدبلوماسي اللبناني (محمد علي حمادة، والد الوزير) عام ١٩٣٧، تم تغيير انتمائها الديني ولقبها في وثيقة زواجها اللبنانية. وبحسب الرفيق حاوي، كان الدبلوماسي محمد علي حمادة المستشار القانوني للوفد العسكري اللبناني خلال مفاوضات الهدنة عام 1949 مع إسرائيل. ويعتقد أن المستشار الأمني  ​​للوفد الإسرائيلي آنذاك، رؤوفين شيلواه، تمكن من تجنيده في ذلك الوقت، وأنه نقل رسائل من رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون إلى رئيس الوزراء اللبناني رياض الصالح حول أنشطة زعيم الحزب القومي الاجتماعي السوري [أنطون سعادة] بين اللاجئين الفلسطينيين الذين طردتهم الميليشيات الصهيونية آنذاك إلى لبنان.

(*) رؤوفين شيلواه هو الشخص نفسه الذي قاد وفد الوكالة اليهودية إلى سان فرانسيسكو في العام 1945 للمشاركة في تأسيس الأمم المتحدة، وأشرف على إنشاء الموساد وجهاز الاستخبارات العسكرية في العام 1949.

السفير / برونو سيدلاتشيك

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة الوثيقة الثانية (ترجمة غير رسمية):



سفارة جمهورية ألمانيا الديمقراطية في الجمهورية اللبنانية

التاريخ: بيروت، 27 حزيران / يونيو 1982 

الرقم :161/ 1982 

تقرير معلومات

إلى الرفيق [وزير الخارجية] أوسكار فيشر


 بينما واصلت القوات الإسرائيلية شنّ هجمات وحشية على الأحياء السكنية ومواقع منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها اللبنانيين منذ السادس من يونيو/حزيران، علمت مصادرنا في بيروت أن محادثات جارية حاليًا بشأن الانسحاب النهائي لقوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. يقود هذه المفاوضات وزير السياحة اللبناني مروان حمادة، ورايان كروكر، رئيس القسم السياسي في السفارة الأمريكية في بيروت، ويرافقهما ضابط إسرائيلي. وقد عبرا حواجز الاحتلال الإسرائيلي على مدى أكثر من أسبوع بإذن خاص من وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون.

كما علمنا أن السيد وليد جنبلاط، بناءً على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، يمارس ضغوطًا شديدة على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية "لإعلان استسلامها وموافقتها على الانسحاب من لبنان، وإلا فإن إسرائيل مصممة على مواصلة حصارها وتدميرها لبيروت الغربية حتى توافق منظمة التحرير الفلسطينية[على ذلك]". في الوقت نفسه، تجري اتصالات بين الحكومة السورية وواشنطن لدعم انسحاب القوات السورية المحاصرة في بيروت[اللواء185]. ورغم تدخل السفير السوفيتي في دمشق، فلاديمير يوخين، فإن الرئيس حافظ الأسد وعد واشنطن بأنه لن يستقبل المقاتلين الفلسطينيين المنسحبين من لبنان.

(*) ـ تجدون معلومات عن وزير السياحة مروان حمادة في تقريرنا رقم 133 / 1982 [ وهو المنشور أعلاه].  

السفير / برونو سيدلاتشيك

No comments:

Post a Comment

Note: only a member of this blog may post a comment.