ما هو السر في أن جميع أفراد أسرة «مصطفى طلاس» مرتبطون بإسرائيل و /أو وكالة المخابرات المركزية منذ ستينيات القرن الماضي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهر اليوم، كان أحد أصدقاء «نزار» القدامى من «حزب العمال» البريطاني ( جناح «جيرمي كوربن»)، وهو موظف سابق في وزارة الخارجية، يزور «نزار» في مكان علاجه ، كما يفعل أسبوعياً تقريباً . وقد أخبره بأن إسرائيل «مصرّة على وضع عميلها المزمن مناف طلاس مكان الجولاني، أو إلى جانبه. وهي ناقشت الأمر مع الولايات المتحدة مؤخراً». وقد طلب مني «نزار» نشر هذا البوست، مع «بوست» سابق كان نشره في 21 كانون الأول 2014، وهو المنشور أدناه. وقد صححت هنا بعض الأخطاء المطبعية الطفيفة الواردة في النص الأصلي المنشورة صورة عنه جانباً.
من أجل تصفح الروابط الواردة في متن النص، وكذلك بالنسبة للصور بحجمها الأصلي، يرجى النقر عليها. ( فيكتوريا)
ـــــــــــــــــــــ
قبل نحو عامين ونيّف ( يوليو 2012)، فرّ «مناف طلاس» بترتيب من الاستخبارات الإسرائيلية، وليس الفرنسية فقط كما قيل في حينه. أما من أدار ورتب العملية فكانت شقيقته«ناهد»، التي أصبحت اليوم تعمل مع إسرائيل علناً، وليس سراً كما في الماضي، رغم أنها لا تزال - على الأقل شكلياً - تحتفظ بمنصبها الوظيفي كسكرتير ثالث في السفارة السورية في باريس (المغلقة منذ أكثر من عامين). وكان «بشار الأسد»، بخلاف تقاليد وأنظمة وزارة الخارجية، هو شخصياً وليس الوزير «فاروق الشرع»، من أصدر مرسوماً بتعيينها في هذا المنصب. ويومها اعترض «الشرع» على التعيين، لاسيما بعد أن وضعت المخابرات العسكرية أمامه تقريراً عن علاقاتها العميقة مع الإسرائيليين، ومشاركتها في جمع التبرعات لصالح «مشفى هداسا» في القدس المحتلة و«معهد وايزمان» الذي ينتج - من بين ما ينتجه - السموم البيولوجية التي تستخدمها «الموساد» في الاغتيالات السرية، فضلاً عن كونه هو الجهة التي أشرفت على استخدام المئات من الأسرى السوريين «المفقودين» من «جنود أبيها» وزير الدفاع المزمن، وعرب آخرين، كفئران اختبار لأسلحة بيولوجية قيد التصنيع Prototypical Weapons !
كان «فاروق الشرع» حازماً وحاسماً دوماً في كل ما له علاقة بثلاث خلايا سرطانية في العالم العربي،كما يسميها في جلساته الخاصة غير الديبلوماسية: الولايات المتحدة وإسرائيل وآل سعود! لكن«بشار الأسد»أصر يومها على تعيينها في المنصب المذكور، بذريعة أنها لن تمارس العمل الديبلوماسي، فالأمر هو لمجرد مساعدتها على تجنب دفع الضرائب الباهظة على ممتلكاتها باعتبارها مليارديرة (لأن القانون الفرنسي يعفي الديبلوماسيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية مثلها من دفع الضرائب)، ولكي تتمكن من وضع شارة ديبلوماسية على سياراتها، فتتجنب الإشكالات البيروقراطية خلال تنقلاتها في فرنسا وأوربا! وهكذا عُينت بمرسوم رئاسي، وليس بقرار وزاري!
تقرير شعبة المخابرات العسكرية، الذي حصلت على صورة منه فيما بعد(1)، تحدث يومها أيضاً عن زواج «ناهد» من الصحفي الفرنسي-الإسرائيلي «فرانز-أوليفييه جيسبيرFranz-Olivier Giesbert» (2)، رئيس تحرير «لوفيغارو» في ذلك الوقت (أواخر عقد التسعينيات) و رئيس تحرير مجلة «لوبوان» فيما بعد. أما عرّاب الزواج فلم يكن سوى صديقه وصديقها السفير السوري القذر «الياس نجمة»، الذي ورث عنه ابنه«نوار» حبَّ الإسرائيليين، فأبرم «علاقة تعريص مخابراتية» مع الصحفي الإسرائيلي «جدعون كوتز/גדעון קוץ Gideon kouts»، مراسل «معاريف» في باريس ومدير مكتب «الشبكة العامة للإذاعة الإسرائيلية في أوربا». وطبقاً لبرقية يعود تاريخها إلى أيلول/ سبتمبر 2001 ،أرسلتها السفيرة «صبا ناصر» إلى الوزير«فاروق الشرع» ، ونسخة منها أرسلها الملحق العسكري والأمني في السفارة ،المقدم «محمد العبد الله»، إلى مرجعيته الأمنية في دمشق، فإنهما اكتشفا فور تسلمهما منصبيهما وجود عمليات إتلاف متعمد لوثائق في السفارة تتعلق بقيام السفير السابق «الياس نجمة» وابنه «نوار»، طالب الدراسات العليا آنذاك في كلية الطب بجامعة باريس، باتصالات مع إسرائيليين شملت «فرانز أوليفييه - جيسبير»، المذكور أعلاه، و المسرحي الفرنسي - الإسرائيلي «مارك هالتر Marek Halter»، الذي أصبح «زوج/ شريك» السيدة «ناهد مصطفى طلاس» بعد انفصالها عن«زوجها/ شريكها» السابق « جيسبير». ومن المعلوم أن «ناهد طلاس» أخذت «مارك هالتر» بطائرة خاصة إلى دمشق صيف العام 2007 وقدمته إلى «بشار الأسد» الذي سارع إلى ترتيب جولة سياحية له في ربوع سوريا برعاية ضباط «اسماء الأخرس» و «الحرس الجمهوري» الذين اعتادوا على العمل كشراميط وخدم في هكذا أحوال، رغم انشغالاتهم بخدمة «ملكة قطر»، « موزة بنت المسند»، وحراسة وتنظيف سكربيناتها وقصورها في ريف دمشق و تدمر! ومن بين «المعالم الأثرية» التي شملتها الجولة مقر الطائفة اليهودية في دمشق ومنزل... «ميشيل كيلو»!
المذهل في الأمر أن رحلة «ناهد طلاس» إلى دمشق مع زوجها/شريكها الإسرائيلي«مارك هالتر» جاءت بعد أقل من عام على الفضيحة التي فجرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، حين نشرت تحقيقاً بتاريخ 2 أكتوبر 2006 كشفت فيه عن أن «ناهد طلاس»، ورغم صفتها الديبلوماسية في السفارة السورية، تقوم بجمع التبرعات في فرنسا لصالح «مشفى هداسا» في القدس المحتلة، ولصالح «معهد وايزمان» في تل أبيب، ربما لكي يخترع سموماً لقتل بقية «جنود أبيها» من الجيش السوري، ممن لم يجْرِ قتلهم سابقاً في معهد «نيتس زيونا / وايزمان» !
لم تقف فضائح آل طلاس الإسرائيلية هنا، ففي العام 2011، قامت «ناهد طلاس» بتأسيس «جمعية أماليا» بالتعاون مع وزارة الدفاع الإسرائيلية والمقدم الاحتياط في سلاح المظلات في جيش الاحتلال «مردخاي (موتي) كاهانا» والعميل الإسرائيلي المخضرم «كمال اللبواني» و «يوفال رابين» ، ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إسحاق رابين» لتمويل وتسليح العصابات الإسلامية المسلحة في الجنوب السوري، ومن بينها «جبهة النصرة»، قبل أن يتوجه «اللبواني» إلى إسرائيل لمطالبتها رسمياً باحتلال الجنوب السوري (على غرار ما فعلته في جنوب لبنان) وتسليمه للمعارضة السورية ( اقرأ هنا،إن كنت تعرف العبرية، ما أعلنه في إسرائيل، وهنا أيضا!).[ كذلك، يوجد جانباً، إلى الأسفل،صفحة موقع «أماليا»، التي تظهر فيها «ناهد طلاس» و«اللبواني» كأعضاء في مجلس إدارة أماليا].
في ذلك الوقت تقريباً، قامت «ناهد طلاس»، وبالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية والفرنسية، بترتيب عملية فرار شقيقها الجاسوس «مناف طلاس» (بلاي بوي ومنيوك «الحرس الجمهوري» ) إلى تركيا ، تمهيداً لتعيينه «رئيساً لمجلس عسكري انتقالي عند سقوط الأسد»، كما قال رئيس «الموساد» في حينه « تامير باردو»! وبعد أقل من عامين، اعترف شقيقهما الأكبر«فراس طلاس» في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» بتاريخ 12 فبراير 2013 بأنه يعمل مع وكالة المخابرات المركزية لتجنيد الإرهابيين وتسليحهم في الشمال السوري! وغني عن البيان أنه كان يقوم بذلك بالتنسيق مع شقيقه الفار، الذي كان التقى (في 26 تموز / يوليو 2012) بضابط موفد عن «الموساد» في تركيا (الجنرال احتياط في المخابرات العسكرية / أمان، الدكتور «جاك نيريا»)، وبالملحق العسكري الأميركي، الجنرال الجوي «جيمس دانييل جونيور James Daniel Jr» و وزير الخارجية التركي «أحمد داود أوغلو» و رئيس الاستخبارات «حقان فيدان».
وكان «فراس طلاس »، للتذكير، ولإعلام من لا يعلم، أدخل أكثر من أربعمئة طن من «لحم البقر المجنون» من أوربا أواسط التسعينيات الماضية بعد اكتشاف إصابتها بداء «الاعتلال الاسنفجي الدماغي Bovine Spongiform Encephalopathy»، وقام بتصنيعها «مرتديلا» وإطعامها - بالتعاون مع شقيقه «مناف» - للجيش السوري من خلال «إدارة التعيينات»، بحكم أن والدهما كان وزيراً للدفاع. وكان الاتحاد الأوربي أقدم يومها على توريد مئات آلاف الأطنان من الأبقار المصابة إلى عدد من الدول العربية عبر المافيات السلطوية المحلية، بالإضافة إلى حرق ملايين الأطنان منها، لأن تصديرها إلى شعوبنا ، التي اعتادت أكل الفطائس و... الخراء، أوفر عليهم من حرقها كلها في بلدانهم الأوربية! ولأن المعتقلين في السجون العسكرية يأكلون من طعام الجيش، كان من الطبيعي أن يتعرض العشرات من المعتقلين فيها للتسمم .
وهكذا يبدو أن هناك «جينات وراثية» خاصة بالجوسسة يمكن أن يرثها المرء عن أبويه كما يرث لون العيون والمواصفات الجسدية الأخرى. فالأب «مصطفى» بدأ علاقته مع عميلة الموساد ، الراقصة «ريتا النمساوية Rita von Österreich» التي كانت تعمل في «ملهى الكروان» الدمشقي يوم كان رئيساً للأركان في العام 1968 ، قبل أن يصبح كلباً لعميلة الموساد الأخرى، الراقصة الإسرائيلية من أصول أسكتلندية «دايان سيدنيDiane Sidney » التي جاء بها حتى إلى مبنى وزارة الدفاع ، حيث كان ينام معها هناك وينتصب قضيبه معه على أنغام النشيد الوطني «حماة الديار»، عشية الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982! وحين اكتشفت استخبارات ألمانيا الشرقية علاقته بها وحصلت على صورة لهما في وضع حميمي، أبلغت «حافظ الأسد» بالقصة، لكنه لم يكترث! وفي وقت لاحق ( 20 مايو 1988) أقدمتْ ( بطلب من اللواء «محمد الخولي» على الأرجح، كما فهمتُ في العام 2002 من رئيس استخبارات ألمانيا الشرقية السابق، الصديق «ماركوس فولف») على تسريب الصورة إلى صحفي إيطالي من عملائها يعمل في صحيفة «لومتان» السويسرية التي نشرتها تحت عنوان « فضيحة في دمشق: الموساد تنفذ ضربة أخرى موفقة» [ صورتها أدناه]!
واليوم، بعد عامين من سطو الأميركيين والسعوديين والإسرائيليين وحلفائهم الإسلاميين، أحفاد النبي اليهودي - التلمودي «محمد بن عبد الله»، على انتفاضة الشعب السوري وتحويلها إلى «ثورة وهابية - إسرائيلية» ، يحاول هؤلاء زرع «مناف طلاس» في أعلى هرم السلطة كما زرعوا والده وغيره سابقاً!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ـ للتعرف على أفكار وخزعبلات هذا اليهودي-الصهيوني العنصري القذر، «صهرنا» السابق «فرانز أوليفييه-جيسبير»، يمكن مطالعة إحدى مقالاته المتعلقة بعشقه إسرائيل على هذا الرابط :
https://www.revuedesdeuxmondes.fr/wp-content/uploads/2020/09/R2M-2020-10-72-78.pdf
(2) ـ جميع الوثائق المشار إليها في هذا «البوست» ستنشر في كتاب « دمشق الصهيونية : التاريخ الوثائقي للاختراق الصهيوني - الإسرائيلي للدولة السورية خلال مئة عام 1920 - 2020»، الذي أعمل عليه الآن . [ ملاحظة مني أنا فيكتوريا : «نزار» انتهى من الكتاب في العام 2021).
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.