لماذا يجب منح «أدونيس» جائزة نوبل؟ هل لأنه «الوهابي الأخير»!؟ أم لأنه تعلق بتنورة «رندا قسيس» وقميص «شمعون بيريز»!؟
ولكن، أليس هو أجدر بها من «تشرشل» الذي حصل عليها بعد أن دعا إلى إبادة الشعوب غير البيضاء بالغازات السامة والأسلحة الكيميائية!؟
مالا تعرفونه عن رحلة «أدونيس» : من «غسيل وتبييض جرائم الوهابية» إلى غسيل وتبييض عائدات الآثار المسروقة وأموال الأوليغارشيا الأوكرانية!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آخر ما كتبه «نزار» تعليقاً على عدم نيل «أدونيس» جائزة نوبل للآداب، التي ينتظرها منذ قرابة أربعين عاماً.
من أجل تصفح الروابط الداخلية في النص، وكذلك الصور بحجمها الطبيعي، يرجى الضغط عليها . وكل ما أرجوه أن لا يخرج أحد الحمقى، كما يحصل دائماً، ليكتب: «من أين تأتون بهذه الأخبار ولماذا تلفقون هذه الأكاذيب»، فقط لأنه أعمى البصر والبصيرة ولا يعرف كيف يستخدم الراوبط لكي يقرأ المصادر، ولا يعرف كيف يضغط الصور ليقرأ الشرح الموجود عليها، أو لأنه لا يعرف شيئاً عن الموضوعات المطروحة إلا ما التقطه من هنا وهناك!!
( فيكتوريا)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المقال عن «أدونيس/الإنسان والسياسي والمثقف»، وليس «أدونيس / الشاعر». فعالم الشعر لا يعنيني هنا، فضلاً عن أني غير مؤهل للخوض فيه، وإنما عالَم المثقف الانتهازي الشبيه بعالَم العبقري «ابن خلدون»، الذي كان انتهازياً كبيراً بقدر ما كان عبقرياً وسابقاً عصرَه، إلى حد أنه لم يتردد في العمل على إقناع أهالي دمشق بالاستسلام للغزاة التتار، وأن يكون «مخبراً ثقافياً» رخيصاً لـ «تيمورلنك» على بلدان المغرب كما هي حال «المخبرين الثقافيين» الليبراليين العرب اليوم!
***
منذ قرابة أربعة عقود، وكلما اقترب الإعلان عن قائمة الترشيحات إلى «نوبل الآداب» أو عن الفائز أو الفائزين بها، يزداد التوتر وتُحبس الأنفاس في العالم العربي عموماً، وأوساطه الثقافية خصوصاً، لأن هناك مرشحاً عربياً يدعى «علي أحمد سعيد إسبر» (أدونيس) أصبح مرشحاً مزمناً لها منذ أواخر الثمانينيات أو أوائل التسعينيات. وقد دخلت حالة التوتر والتوفز هذا العام إلى الحيز الطائفي أيضاً،فأصبح «العلويون»، لاسيما منهم أيتام النظام البائد، ومعهم كل من يريد النكاية بسلطة الاحتلال السلجوقية الوهابية الحالية، من أكثر الناس توتراً والإحساس بوطأة انتظار الإعلان عن الفائز بها، ربما لأن فوزه المرتجى يمكن أن يعيد لهم الاعتبار المعنوي، كما يقول لهم اللاشعور الجمعي، في مواجهة عصابة السفاح والجاسوس الإسرائيلي- البريطاني«أبو محمد الجولاني»، التي يدير وزارةَ ثقافتِها الوهابية إعلاميٌّ سوقيٌّ وطبل أجوف لم تستطع ملـَكاته الإبداعية أن تتقياً أو تتدشأ صورة شعرية أفضل من صورة «طبق الكرامة» كما لو أن الأمر يتعلق... بشاكرية أو ملوخية!
كان «أدونيس» يدرك منذ عقود، ومعه حق في ذلك إلى حد ما، أن الوصول إلى «نوبل»، وهذا حلمه الأبدي كما كشفه لنا عديلُه «محمد الماغوط» باكراً، يقتضي غالباً عبورَ «دفرسوار إسرائيلي». ولهذا لم يَدَعْ نافذة ، أو حتى طاقة صغيرة، تطل على إسرائيل و دهاليز نفوذها في الغرب إلا وأطل برأسه منها، بدءاً من «مؤتمر غرناطة التطبيعي» (أو«السلام في اليوم التالي» La Paix, le jour d'après حسب تسميته الرسمية) الذي عقد في إسبانيا خلال الفترة من 8- 10 كانون الأول/ديسمبر 1993. فعبر هذا المؤتمر، ومن خلال «شمعون بيريز»، أرسلَ إلى إسرائيل أخطر «برقية تطبيع ثقافي»، وأكثرها غباءً وحماقةً وجهلاً بتاريخ المنطقة. أما من وقف وراء عقد المؤتمر يومها فلم يكن سوى «بيريز» نفسه و «عزمي بشارة»، كتتويج «ثقافي» لـ«اتفاقية أوسلو» التي وُقعت قبل ذلك بثلاثة أشهر، رغم أن «اليونيسكو» هي التي رعت المؤتمر شكلياً ودفعت تكاليفه. واللافت أن مشاركة «أدونيس» كانت بموافقة استثنائية خاصة من «حافظ الأسد» شخصياً، وهو أمر أكشف عنه اليوم وثائقياً للمرة الأولى (موافقة «الأسد»، المرسلة عبر «علي دوبا» إلى السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة «نجاح العطار» عن طريق رئيس مكتب الأمن القومي، الدكتور «عبد الرؤوف الكسم»، منشورة جانباً). فقد كان «الأسد» يخوض يومها مفاوضات مع إسرائيل، وكان على وشك الاجتماع مع الرئيس «كلينتون» في جنيف، فأحبَّ أن يرسل «أدونيس» إلى «غرناطة» قبل ذلك كرسالة استباقية ينضح منها كل هذا القيء والبراز الثقافي «الأدونيسي»! لكن هذا كله لم يمنع النظام، لاحقاً وبعد فشل اللقاء مع «كلينتون»، من توجيه مؤسساته الإعلامية، بمن فيهم «ممدوح عدوان» و رئيس اتحاد الكتاب العرب «علي عقلة عرسان» ( المعروف اختصاراً بـ: عو .عو. عو)، بأن يشنوا على «أدونيس» حملة في الإعلام الرسمي، ويفصلوه من «اتحادهم» بسبب ذلك. فكل ملعب له قواعد لعب خاصة به في شريعة «حافظ الأسد»، و قواعد اللعب مع «إسحاق رابين» تختلف عن قواعد اللعب مع...الرأي العام القطيعي المحلي، كما يبنغي التذكير دوماً!
مغامرات «أدونيس» الإسرائيلية التي بدأت مع «شمعون بيريز» في غرناطة انتهت بعد حوالي ربع قرن في سراديب و زواريب «رندا قسيس»، كنة مدير المخابرات الجوية «محمد الخولي» سابقاً، وصديقة « شمعون بيريز» و« برنار هنري- ليفي» لاحقاً (1)! فقد وصل به الأمر، رغم تقدمه في السن ومرضه، إلى تجشم عناء السفر من باريس إلى بروكسل في العام 2016 لمجرد المشاركة في ندوة صغيرة نظمتها «رندا قسيس» وصبيانها الذين (وهي معهم بالطبع) لا يوجد بينهم شخص واحد يجيد كتابة أونطق جملة واحدة بلغة عربية سليمة دون أخطاء إملائية وقواعدية فاحشة! ويومها بدا «أدونيس» كما لو أنه يتعلق بتنورتها «الإسرائيلية» كما تعلق الصحابي المرتد «عبد الله بن أبي السرح» بأستار الكعبة يوم «فتح مكة»، معتقداً أنها تحميه من سيف النبي اليهودي- التلمودي الحَقود «محمد بن عبد الله»، رغم أنه كان من كتّاب «الوحي»!
كان«أدونيس» يعلم أن«رندا قسيس» على صلة وثيقة بالمجتمع السياسي والأمني الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، والصهيوني في فرنسا، بدءاً من «شمعون بيريز» وانتهاء بـ «برنار هنري - ليفي»، مروراً حتى بأحد أزلام تل أبيب العِتاق في سوريا،«عمار عبد الحميد»(ابن الفنانة «الأسدية» سابقاً و«الجولانية» لاحقاً، «منى واصف»)،الذي يدعوه مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي للمشاركة - إلى جانب كبار ضباط المخابرات الإسرائيليين - في «مؤتمر هرتزليا الأمني» في فلسطين المحتلة، بمباركة والدته، على الأقل منذ العام 2010 ، كما يخبرنا المؤتمر على موقعه الرسمي. ولهذا كان أمراً طبيعياً ، وجزءاً من سيرة حياة، أن لا يشعر «أدونيس» بالحرج حين هبط من مقامه الثقافي العالي ليس فقط إلى عالم الزواريب التي تختلط فيها أعمال المافيا بعوالم أجهزة الاستخبارات، حيث تضيع الحدود بينهما، بل حتى إلى دَرْك القبول بتمويل مجلته الفصلية «الآخر» (وربما أيضاً تمويل بناء قصره/ متحفه الشخصي مطلع التسعينيات في قريته «قصّابين» التي لا تبعد عن قريتنا سوى 9 كم ، كخط نظر) من عائدات آثار سورية مسروقة، وعائدات تجارة السلاح! وهذه وحدها (على الأقل موضوع تمويل المجلة، لأن تمويل المنزل/ المتحف غير مؤكد بالنسبة لي)، قصة أغرب من الخيال. ففي العام 2011 ، وحين قرر إصدار مجلته الثقافية - التنويرية (الآخر)، لم يجد سوى أموال رجل مافيا وتاجر سلاح سوري- أوكراني يدعى «الحارث يوسف الخطيب» (وهذا اسمه الكامل) لتمويل مشروعه، مقابل أن يضع تاجر السلاح والآثار، هذا، اسمه على غلاف المجلة كعضو (أو قضيب!) في هيئة التحرير! فقد كان «الحارث» يسرق القطع الأثرية من سوريا بعد استخراج شهادات مزورة لها تزعم أنها ملكية عائلية متوارثة، بالتعاون مع مدير مكتب «رامي مخلوف» في «البرامكة» ( الواقع خلف «مديرية الجمارك»!)، قبل نقلها إلى دبي ثم أوكرانيا وبعد ذلك إلى فيينا حيث يملك شركة قابضة تحمل اسم Hares Group Holding ، وحيث تنتشر الأسواق السوداء المتخصصة بالقطع الأثرية المسروقة من مختلف أرجاء العالم؛علماً بأن الأوليغارشي المذكور، ممول المجلة التنويرية الأدونيسية، وعلى حد وصف صحيفة «كييف بوست» الأوكرانية،يعتبر أحد أكبر رجال المافيا الأوليغارشية الأوكرانية، ومستشار الرئيس الأوكراني الأسبق «فيكتور يوشينكو». وفي العام 2017 جرى اعتقاله في فيينا بتهمة غسيل الأموال، وصولاً إلى افتضاح علاقاته المافيوزية بشبكة ابن الرئيس الأميركي «جو بايدن» في أوكرانيا، كما كشفت مجلة التحقيقات الصحفية الأوكرانية« سليدستفو»في 5 نوفمبر 2020!ولعل هذا ما كان سبب توقف مجلة «الآخر» الأدونيسية (وبقاء الأَخرى!) بعد صدور أربعة أعداد منها فقط؟ وبهذا المعنى يمكن وصف «أدونيس» أيضاً بأنه يعمل في غسيل وتبييض الأموال القذرة...فضلاً عن عمله القديم العتيق في مجال...«غسيل وتبييض جرائم الوهابية» ودنانير «آل سعود» الأكثر قذارة، كما سنرى!
***
من الواضح أن النزعة الانتهازية كانت أحد عناصر محدِّدات مساراته السلوكية منذ بداياته المبكرة حين وقف في العام 1944 ، وهو في الرابعة عشرة من عمره، ليلقي شعراً أمام «شكري القوتلي»، الذي كان منخرطاً يومها في كتابة الرسائل إلى زعيم الحركة الصهيونية «خاييم وايزمان»، ومنخرطاً مع «كتلته الوطنية» في بيع الأراضي الفلسطينية والسورية في «سهل الحولة» و «مرج ابن عامر» و«إقليم باشان/ جيدور» لـ«الوكالة اليهودية» و«الصندوق القومي اليهودي»، وفي مطاردة السوريين المتطوعين للقتال في فلسطين أو العاملين في مجال جمع التبرعات وتهريب السلاح لأبنائها. وفي العام 1956، حين اعتقل «أدونيس» مع رفاقه في «الحزب القومي السوري» بعد تورط الحزب في اغتيال نائب رئيس الأركان، العقيد المحترم «عدنان المالكي»، بالتواطؤ مع المخابرات البريطانية، لم يتردد في إبرام صفقة مع زبانية رئيس المكتب الثاني / المخابرات، «عبد الحميد السراج»، و«بيع» رفاقه مقابل إطلاق سراحه ومغادرة سوريا إلى لبنان حيث شارك في تأسيس مجلة «شعر» مع «يوسف الخال» و«أنسي الحاج» و«فؤاد رفقة»، بالإضافة إلى زوجته «خالدة الصالح/ سعيد»....إلخ. وغني عن البيان أن المجلة ( كغيرها من آلاف المنابر الثقافية في مختلف أرجاء العالم) كانت تمولها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كما كشفت ملفات «لجنة فرانك تشرش Frank Church Committee » في الكونغرس الأميركي في العام 1975، التي تولت التحقيق في برامج وعمليات التعاون السري بين «الوكالة» و«إدارة بحوث المعلومات-Information Research Department (IRD) » في المخابرات البريطانية، والتي قامت بتمويل آلاف الصحف والمجلات و شركات الإنتاج الفني ودور النشر وشراء ذمم وضمائر كبار المثقفين حول العالم، بما في ذلك مجلة «شعر» و ثلاثة على الأقل من كتب الجاسوس «محمد حسنين هيكل» نفسه، الشريك في قتل الصحفي والأديب والقائد الشيوعي الكبير «فرج الله الحلو» (راجع ما يخص هذا الصحفي القذر في الصفحة 77 من كتاب «داخل الكريملن...»!). وذلك كله تحت عنوان«مكافحة الشيوعية ونشر الدعاية المضادة لها، واستخدام وتقديم الدعم والمعلومات للسياسيين والأكاديميين والكتاب المناهضين للشيوعية، واستخدام المعلومات المضللة والأبحاث الأكاديمية والأخبار الكاذبة لمهاجمة الاشتراكيين والحركات المناهضة للاستعمار من أجل قمع الثورات المؤيدة للاستقلال»، كما جاء حرفياً في لائحة عمل IRD(2). ويومها كان «الحزب القومي السوري» ومثقفوه منخرطين بقوة في علاقة تحالفية عميقة مع المخابرات البريطانية والهاشميين والنظام «الشمعوني» العميل في لبنان، وحتى مع الأخوان المسلمين الذين شاركوهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نظمتها المخابرات البريطانية والأميركية خريف العام التالي (1957) بالتعاون مع الأمير «حسن الأطرش» وعدد من الضباط، لاسيما رئيس الأركان «توفيق نظام الدين»، والعقيد «عمر قباني»، قائد سلاح المدرعات، وضابط الاستطلاع ، عميل وكالة المخابرات المركزية، النقيب «حكمت الشهابي»، الذي كان عاد للتو من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة حيث جرى تجنيده من قبل الـ CIA ، والذي سيصبح لاحقاً في عهد «الأسد» رئيساً لشعبة المخابرات ثم رئيساً للأركان. هذا فضلاً عن النائب الحلبي«ميخائيل إليان» ، الذي حُكم عليه بالإعدام بعد فراره واختفاء أثره طوال ما يقارب خمسة عقود، إلى أن «عثرتُ» عليه (أو بالأحرى على أثره) في مدينة أنطاكيا بلواء اسكندرون المحتل كمواطن تركي يحمل الجنسية الأردنية أيضاً،بأمر استثنائي من الملك «حسين بن طلال»، منذ هروبه من سوريا أواخر العام 1957!!(3).
انتهازية «أدونيس» المقززة هذه قادته أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات، حين كانت «الوهابية» في أوج تنفيذ مشروعها الإجرامي الدموي على المستوى العالمي، إلى بناء علاقات قذرة مع آل سعود كما صاحبه «بدوي الجبل»، في الوقت الذي كان «البدوي» يهدي أعماله الشعرية الكاملة إلى صاحب أكياس دنانيره «الملك فيصل». ولهذا ليس محض مصادفة أن يرثيه «أدونيس» ويصفه بأنه «آخر الشعراء الكلاسيكيين العظام»، وأن يحط – بعد أكثر من أربعين عاماً ( في العام 2023) وعلى أرض آل سعود (!!)- من قدْر الشاعر العربي الكلاسيكي الأكبر في عصرنا، «محمد مهدي الجواهري»، خليفة «المتنبي» بلا منازع، ويهزأ به ويسخر منه، لا لشيء إلا لأنه كان شيوعياً حسب رأيه، ولأنه كلما كَبر الهُزْء والتشهير بالشيوعيين واليساريين، يكبر كيس الدنانير السعودي! وكان من الطبيعي، والحال كذلك، أن يحتفي به الإعلام السعودي أيما احتفاء، وأن تحشد له وزارة الثقافة السعودية الجمهور في الرياض والطائف وجدة كما يفعل «تركي آل الشيخ» مع ضيوف المملكة مثل ... «فيفي عبده» و « نانسي عجرم» و ملكة الزعيق الذي يصم الآذان «أصالة نصري»!
في ذلك الحين، أواخر السبعينيات وأوائل التسعينيات، كان آل سعود والمخابرات الأميركية والمصرية / الساداتية والأردنية و العراقية /الصدّامية( قبل أن تلتحق بهم مخابرات «حافظ الأسد» أيضاً بعد بضع سنوات!) تقوم بأكبر عملية تحشيد وتجنيد في التاريخ الحديث للإرهابيين القتلة،من حثالات الوهابيين و الأخونج، عبر آلاف المساجد في العالم العربي وأوربا وآسيا وأفريقيا، وسوقهم إلى باكستان من أجل قتال «النظام الأفغاني الكافر المدعوم من قبل الملاحدة السوفييت»، الذي كان يشق الطرق إلى أبعد القرى النائية في أعلى قمم الجبال، ويفتتح فيها المدارس للبنات والمشافي للفقراء! وفي ذلك الحين، لم يجد «أدونيس» رمزاً لـ«التقدم» و«الحرية» و«فكر النهضة» سوى نبي الوهابيين المجرم «محمد بن عبد الوهاب»، فكتب - بفعل أكياس دنانير آل سعود و إيحاءات «زبغنيو بريجنسكي» / مستشار الأمن القومي الأميركي ، ودعماً منه للمشروع السعودي الوهابي في العالم - كتابه الشهير في العام 1983 عن هذا النبي القادم من دياجير وظلمات العصور الوسطى، بالاشتراك مع زوجته «خالدة الصالح / سعيد».
هكذا كان على العرب أن يقرؤوا عن نبّاش القبور وقطّاع الرؤوس «محمد بن عبد الوهاب» ، الذي هدم أتباعُه مقابر الصحابة و «آل البيت» في العام 1806 و 1925 و 1926، وحاولوا هدم قبر نبي المسلمين نفسه في «يثرب» في العام 1925 لولا الغضب الذي اجتاح العالم الإسلامي، أنه «مفكر وإمام نهضوي كبير(...) قاد حركة نهضوية كبيرة»!! بل أكثر من ذلك، لقد اعتبر «التوحيد الذي تقوم عليه آراء الإمام محمد بن عبد الوهاب، هو البؤرة التي تنطلق منها، والمدار الذي تتحرّك فيه. لذلك لا بد، كي نفهم النظرة الوهابية إلى الإنسان والعالم، من أن نفهم، بادئ ذي بدء، نظرتها إلى التوحيد، ونعرف، بالتالي، ما يقتضيه، في منظورها(...). أما ما يوجبه التوحيد.. فهو أن نعلم أن الله يتفرّد بصفات الكمال المطلق، وأن نعترف بهذا التفرّد، ونُفرده وحده بالعبادة... ». وحين تحدث هذا «العلوي» التافه عن إرهاب الوهابيين وجرائمهم الحيوانية القروسطية، لم يجد ما يصفهم به سوى أنهم «كانوا مدفوعين بدوافع عقلانية واعتقادات قاطعة بأن الإعتماد على هذه الوسائل ( التقرب إلى الله بزيارة القبور ...إلخ) هو من قبيل الانتقاص البيّن من سلطة العقل البشري، كما أنه أمر قد يدفع إلى تأليه غير الله تعالى...». ولم يقف هنا، بل أراد أن يخبرنا بأن نباش القبور «محمد بن عبد الوهاب» أراد بأفعاله الإجرامية «أن يحررنا من التوثين /الوثنية (...) لأن الوثن هو اسم جامع لكل ما عُبد من دون الله، لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية، ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين (...)، فمن دعا غير الله أو عبده، فقد اتخذ وثناً، وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام بشروى نقير...»!
لا أعرف إن كانت نظرة «أدونيس» تغيرت بعد كتابه/الفضيحة عن الوهابية وإمامها السفاح المجرم، لأني لم أقرأ له شيئاً بعد ذلك سوى القليل وبمحض المصادفة. ولكني شبه متأكد من أنه تغير بعد أن ارتكب أصحابه الوهابيون الجدد من عصابة الجاسوس الإسرائيلي -البريطاني «أبو محمد الجولاني» مذابحهم المروّعة بحق أبناء طائفته وأبناء عمومتهم في العقيدة - دروز جبل العرب. فهو ، في المقام الأول والأخير، ليس سوى «علوي» انتهازي تافه، بالمعنى المبتذل لمفهوم «علوي»، وليس بالمعنى الثقافي الجليل الذي يشير إلى جزء من الحركة التي ولدت (مع أختيها الإسماعيلية والدرزية وسواهما ) من رحم «الحركة المعتزلية» التي شكلت أعظم «ثورة ثقافية»في التاريخ البشري طوال قرابة ألف عام، وإلى حين ولادة «حركة الأنوار» الأوربية.
في الحقيقة، وبعيداً عن الجانب المتعلق بشعره، فهذا ليس من اختصاصي، لم يكن سوى مثقف تافه ومبتذل منذ«ثابته ومتحوله». ويكفي المرء أن يطلع على وجهة نظره بشأن الحقبة«الأموية» و «النبوة» وتمييزه التضادّي الأخرق بينهما، ليكتشف أنه «علاّك» وجاهل، بخلاف كل الصورة الأسطورية التي تكونت عنه منذ أطروحته الجامعية في العام 1973، التي أصبحت تعرف لاحقاً باسم «الثابت والمتحول». فهو حين يصف الحقبة الأموية بأنها «دولة لا دينية» لمجرد أن زعماءها كانوا يحتقرون القرآن ويمزقونه ويحرقونه خلال جلسات العربدة ويرمونه بالسهام حين يتعتعهم السُّكْر، إنما يكشف عن عمق وفداحة حمقه وجهله بأن الدولة الأموية :
ـ هي الامتداد الأصيل لمشروع النبي اليهودي - التلمودي «محمد بن عبد الله»، الذي اعتبر نفسه امتداداً لملوك بني إسرائيل بعد هجرته إلى «يثرب»للتحالف مع أخواله اليهود والتآمر معهم ضد «كفار» قريش، كما كان يسميهم ... كاذباً؛
ـ وأن هذه الدولة (الأموية)كانت أول دولة قامت على الشريعة اليهودية منذ تفكك دولة«الحشمونيين/ الخشموناييم חַשְׁמוֹנָאִים» التي أسسها«شمعون الطاسي/ النطاسي שִׁמְעוֹן הַתַּסִּי (=شمعون الحكيم) وسلالته العربية الحجازية -النبطية المتهودة ، حتى زوالها في العقد الرابع من القرن الأول قبل الميلاد، كما يخبرنا المؤرخ والمحارب الفلسطيني اليهودي «يوسيفوس فلافيوس ג'וזפוס פלאביוס» ( = يوسف فلافي) في كتابه «الحروب اليهودية»، الذي وضعه مع مؤلفاته الأخرى في القرن الأول الميلادي بعد انشقاقه على طائفته والتحاقه بالسلطة الرومانية في روما!
ـ ولا يَعرف مغزى ومعنى أن يبقى النبي الإسرائيلي «محمد بن عبد الله» يصلي مع أصحابه إلى القبلة اليهودية (بيت هامقداش בית המקדש/ البيت المُقدَّس = المعبد/الهيكل اليهودي، وليس القدس) طوال فترة دعوته في مكة (كما يخبرنا «ابن عباس») و إلى أن اختلف مع أخواله اليهود في يثرب بعد الهجرة بأكثر من سنة ونصف، لأنهم رفضوا تمويل حربه ضد شركائهم الاقتصاديين والماليين في مكة، ورفضوا الاعتراف به كواحد من أنبياء بني إسرائيل؛
ـ ولا يعرف أن الأمويين بنوا«المسجد الأقصى» كقبلة بديلة، وصلّوا نحوه وحجّوا إليه ثماني سنوات كاملة ، بدلاً من كعبة مكة، تقليداً منهم لـ«محمد» اليهودي الذي صلى نحو الهيكل اليهودي (بيت ها مقداش) في إيلياء (القدس المزعومة) قرابة 15 أو 16 عاماً، رغم أن كعبة العرب المكية الديمقراطية (التي كانت تضم رموزاً لجميع أشكال الإيمان آنذاك) كانت على بعد بضعة أمتار منه. وهذا أيضاً من أجل تأكيدهم الهوية الدينية اليهودية المحمدية لدولتهم الأموية؛
ـ ولا يعرف أن«الأمويين» نقشوا المينورا / الشمعدان الخماسي اليهودي(الذي يرمز إلى الأسفار الخمسة الأولى «الربانية» من التوراة) على أحد وجهي عملتهم الرسمية، وعبارة «محمد رسول الله» على وجهها الآخر،من أجل إثبات يهوديتهم والتأكيد على أنها امتداد ليهودية «محمد»، وحاربوا أبناء عمومتهم «الهاشميين» لأنهم كانوا يدينون بـ«الحنيفية النصرانية» («الحنيفية» في العربية الجنوبية، عربية الحجاز،تعني حرفياً «الصابئية» بلهجات الشمال) التي تعلمها «محمد» على يدَي عمه العظيم «أبو طالب» وأعضاء محفله الإيماني طوال أكثر من ثلاثة عقود في اجتماعاتهم في «محفل حِراء» الذي أطلق عليه الإخباريون المسلمون لاحقاً اسم «غار حراء» وزعموا أن «جبريل» الخرافي (وهو الملاك الخرافي في التناخ والتلمود:גבריאל/غيفريئيل/ غيبرئيل= «رجل الله» بالآرامية) كان يأتيه في هذا الغار رسولاً من عند الله!(بالمناسبة : هذا هو سبب تكفير المسلمين السنة المتهودين تلمودياً لـ «أبو طالب» واعتباره «مات كافراً». فهو رفض معتقدات ابن أخيه الذي كان مصاباً بداء الصرعEpilepsy،كما ينقل لنا«ابن إسحاق»في«السيرة»عن مرضعته ومربيته «حليمه السعدية»، ولكنه - كما تقضي التقاليد القرابية والنواميس الأخلاقية آنذاك - دافع عنه بشراسة، رغم ضلاله عن ديانة أهله الأحناف النصارى الموحدين، لأنه كان يتيماً وضعيفاً وربّاه على قدم المساواة مع ابنه «علي» . وبالمناسبة أيضاً، هذا الاسم النادر جداً في العربية الجنوبية قبل الإسلام، يعني: إيلي= إيليا = العالي = العلي = السيد العالي = الله...إلخ. وكلها تشير إلى معنى واحد بلهجات العربية الشمالية وأمها الآرامية الغربية)؛
ـ ولا يعرف أن «محمد» لم يترك ديانة «الأحناف النصارى» المكيين، وهم بقايا مؤمني «الكنيسة الأورشليمية» (كنيسة إيلياء) الذين هربوا من فلسطين اعتباراً القرن الثالث، بسبب الاضطهاد المسيحي - اليهودي الروماني، إلى الحجاز وشرقي نهر الأردن وحوران السورية (المدن العشر Decapolis) والعراق ( «صابئة» العراق)، إلا بعد وفاة عمه وأبيه الروحي «أبو طالب» ( ما يشبه «قتل الأب» في النظرية الفرويدية) ، وبعد أن اكتشف أنه يهودي وفق الشريعة اليهودية ، لأن أمه «آمنة بنت وهب النجارية» يهودية، وأن جدته العليا «سلمى بنت عمرو النجارية / الخزرجية» ( زوجة جده «هاشم بن عبد مناف» ) يهودية أيضاً، وبعد أن رفض أخواله يهود «يثرب» الاعتراف به كأحد أنبياء وملوك بني إسرائيل، وامتداد لآخِر أنبيائهم.
هذا كله طبعاً،مما لا يعرفه «أدونيس» عن يهودية نبيّه «محمد» وهوية الدولة الأموية، أي التاريخ اليهودي - التلمودي للإسلام، سبق أن عالجته قبل أكثر من 35 عاماً في كتابي الأول«الإسلام التلمودي والإسلام الطالبي..»، الذي صادرته وأحرقته شعبة المخابرات العسكرية بطلب من وزير الأوقاف «عبد المجيد طرابلسي» في العام 1989 قبل توزيعه، وأبقت على خمس نسخ منه في «مركز الإيداع الوطني» (مكتبة الأسد)، كما تنص القوانين النافذة، لكن لا يستطيع أحد الوصول إليها!!
في أي حال، ورغم ذلك كله، ولأن حديثنا اليوم يتعلق بـ «أدونيس» و «نوبل الآداب»، علينا القول إن من حصل عليها سابقاً، سواء في نسختها الخاصة بالآداب أو نسختها الخاصة بالدعارة السياسية (جائزة نوبل للسلام) ليسوا (في معظمهم) أكثر جدارة أو أحق منه بإحداهما. فرئيس الوزراء البريطاني «وينستون تشرشل»، حصل على نسختها «نوبل الآداب» في العام 1953، رغم أنه كان دعا رسمياً في أكثر من مناسبة، وفي مذكراته، إلى إبادة الشعوب والقبائل «الهمجية وغير المتمدنة» بالأسحلة الكيميائية والغازات السامة (4) ؛ و«إسحاق رابين» و «شمعون بيريز» حصلا على نسختها السياسية رغم أن الأول ( الذي رثاه «حافظ الأسد» و وصفه بـ «الشجاع الذي يريد السلام بصدق») أمر جيشه التلمودي بتكسير أيدي الأطفال الذين كانوا يلقون الحجارة في «الانتفاضة الأولى»، وشريكه «شمعون بيريز» حصل عليها رغم المجازر التي ارتبطت باسمه، وليس أكثرها وحشية «مجزرة قانا» في جنوب لبنان!
آخر ما يبقى أن يتمناه المرء هو أن لا يخرج علينا «علوي» رعاعي ويعتبرني «وضيعاً» و أحد «المسوخ الأقزام الذين يهاجمون أدونيس»، كما كتب أحدهم مؤخراً. ولكن ما هَمَّ طالما أنك، حين تكون أداة لتغيير عقلية القطيع، هناك خطر دائم بأن يتهمك الآخرون بأنك أداة لخيانة المقدسات، خصوصاً حين يفتون في أمور لا يعرفون فيها أو عنها أو منها حرفاً واحداً!
ـ حرر في : مشفى كرومويل لأمراض الدم ـ لندن أوائل أكتوبر 2025
ـــــــــــــــــ
1)- كانت «رندا قسيس» (المولودة في العام 1970) متزوجة من ابن اللواء «محمد الخولي» الذي أهداها قصراً في باريس بعد أن أنجبت حفيداً له. وخلال زواجها من ابنه، شكلت ما يشبه عصابة مافيا مع «حبيب بريمو»، مدير أعمال عمّها «محمد الخولي»، لسرقة الإيقونات المسيحية السورية التي تعود إلى الفترة البيزنطية ، من أجل بيعها في الأسواق السوداء الدولية التي تتاجر بالأعمال الفنية المسروقة. وقد استغلت ليس فقط الانتماء المسيحي لـ «حبيب بريمو»، بل قربه أيضاً من البطريركية الأنطاكية في دمشق، وعلاقاته الوثيقة مع الموظفين فيها. وهذا ما أخبرني به شخصياً البطريرك الراحل «أغناطيوس الرابع هزيم»، الذي كانت تجمعني به صداقة خاصة منذ ثمانينيات القرن الماضي، خلال لقاء خاص جمعني به في باريس في سبتمبر 2008 . وبعد ذلك حصلتُ من أرشيف «شعبة المخابرات العسكرية»، بفضل العميد «عمر شرق»، على وثيقة قديمة تتعلق بذلك. (كان الراحل الرائع «هزيم» يمازحني حين نلتقي ويقول : «اليوم اجتمع الإيمان كله والكفر كله تحت سقف واحد. وبسببك لن أدخل ملكوت الرب»!).
وفي العام 2012 أسستْ «حركة المجتمع التعددي» مع صديقها عميل الاستخبارات الإسرائيلية «آفاق أحمد»، الذي كان متطوعاً برتبة رقيب ويعمل «أوفس بوي» في مكتب صهره المعتوه، العميد «سهيل الحسن»، قبل هربه إلى الأردن حين ضبطه صهره بالحصول على ملايين الليرات ، كابتزاز، من أهالي المعتقلين في أقبية المخابرات الجوية ويضعه في السجن لثلاثة أشهر، لأنه سرق حصته من عائدات عمليات الابتزاز. وحين وصل إلى الأردن اتصل بي و بـ «هيثم مناع» وحاول ممارسة النصب والاحتيال علينا من أجل مساعدته للسفر إلى أوربا. وحين اكتشفتُ علاقته مع أحد الضباط الإسرائيليين الذين كانت المخابرات الأردنية تحضرهم إلى مخيم العسكريين السوريين الفارين في مدينة «المفرق» للحصول منهم على معلومات تخص الجيش السوري، قطعت علاقتي به. وكذلك فعل «هيثم مناع» ( أعترف بأني نصبت له فخاً وسجلت له ذلك على «سكاي بي» بعد أن علمت بقصة اللقاءات مع الإسرائيليين).
فيما بعد، وبفضل علاقاتها مع الصهاينة الفرنسيين (خصوصاً في المخابرات الخارجية) تمكنتْ «رندا قسيس» من جلبه إلى فرنسا ومنحه اللجوء السياسي، قبل أن تؤسس معه ومع السيناريست «فؤاد حميرة» دكانة «حركة المجتمع التعددي» وتبدأ - معه ومع «آفاق أحمد» - مرحلة جديدة من التنسيق مع المخابرات الإسرائيلية وبيع المعلومات للمجموعات الإرهابية. ويومها لم يتورع هذا القذر وشركاؤه عن بيع حتى أخيه النقيب «غياث أحمد»، ضابط الدفاع الجوي في «عسال الورد» بريف دمشق، حيث أبلغ «جبهة النصرة» بتوقيت تحرك كتيبة شقيقه، ما مكن الإرهابيين من نصب فخ لهم وقتل حوالي ثمانين ضابطاً وعنصراً منهم في حزيران / يونيو من العام 2014. وبعد ذلك بعامين ( نوفمبر 2016) كشفت صحيفة «وول سترتيت جورنال» أن المافيوزية ولصة الأيقونات «رندا قسيس» دفعت مبلغ خمسين ألف دولار لابن الرئيس الأميركي، السافل والمجرم والمعتوه «دونالد ترامب»، مقابل أن يلتقط صورة مع زوجها/ شريكها الفرنسي «فابيان بوسار Fabien Baussart» لزوم البريستيج والفخفخة الإعلامية!؟
2 )- لمن يهمه الأمر، يمكن مراجعة المجلد الأول (672 صفحة) من نتائج التحقيق الذي قامت به «لجنة تشرش» في الكونغرس الأميركي، والذي يقع في ستة مجلدات، على هذا الرابط:
https://dn790007.ca.archive.org/0/items/finalreportofsel01unit/finalreportofsel01unit.pdf
وكذلك العمل التوثيقي الفذ الذي قامت به الأكاديمية والمؤرخة الأدبية البريطانية «فرانسيس ستونر سوندرز» تحت عنوان « من دفع للزمّار؟: وكالة المخابرات المركزية والحرب الباردة الثقافية» :
F. Saunders: Who Paid the Piper? The CIA and the Cultural Cold War, Granta Books, London 1999.
(3) ـ بقيت قصة مؤامرة «انقلاب 1957» البريطانية - الأميركية الفاشلة لغزاً وموضع نكران من قبل بريطانيا والولايات المتحدة ،ودون دليل رسمي، إلى أن عثرتُ على تفاصيلها في العام 2003 في الأوراق الشخصية لوزير الدفاع البريطاني آنذاك «دونكان سانديز Duncan Sandys» (1908-1987) ، حين كنت أجمع وثائق كتاب «داخل الكريملن خلال حرب أكتوبر». وقد اعترف «دونكان» في أوراقه بأن المؤامرة جرى الاتفاق على تنفيذها من قبل رئيس الوزراء البريطاني «هارولد ماكميلان» والرئيس الأميركي «دوايت إيزنهاور»، والتي تضمنت – من بين ما تضمنته – التآمر لاغتيال «أكرم الحوراني» و الفريق «عفيف البزري» الذي كان محسوباً على الحزب الشيوعي السوري!
(4) ـ ربما لا يعرف القارىء العربي أن «تشرشل» (صاحب نوبل الآداب في العام 1953) هو أيضاً صاحب الفتوى الكيميائية القائلة «إن القانون الإنساني لا ينطبق على الشعوب والقبائل غير المتحضرة، وتجوز إبادتهم ....بالغازات السامة والأسلحة الكيميائية»، وهو و/أو قيادة جيشه من أمر باستخدام الغازات السامة والأسلحة الكيميائية ضد القبائل «الزيدية» الثائرة ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب اليمني (أو الحوثيين بلغة هذه الأيام) في العام 1919، وضد القبائل العربية والكردية في العراق (في العشرينيات)، وضد الفلسطينيين في قطاع غزة ( معركة غزة الثانية 1917)، وعن قتل أكثر من ثلاثة ملايين في«البنغال الهندية»، كما يخبرنا المؤرخ والمفكر الباكستاني- البريطاني «طارق علي» في كتابه الرائع الصادر في لندن قبل ثلاث سنوات «وينستون تشرشل : زمانه وجرائمه»، فكاد أن يتفوق على «هتلر» نفسه. ولهذا كله استحق جائزة نوبل في الآداب !
No comments:
Post a Comment
Note: only a member of this blog may post a comment.